لم تكن الإعلامية البريطانية، هيثر بروك، تدري أنها ستكون يوما في مواجهة أقوى رجل في السلطة البريطانية، مايكل مارتن، رئيس مجلس العموم البريطاني (البرلمان)، خصوصا أنها كانت تتقفى آثار الفساد في قلب البرلمان ومتابعة رجالاته من خلال تقصي كشوفات الحسابات ومصاريف النواب تحت رئاسة الرجل الثالث في بريطانيا· ”البلاد” التقت صاحبة أول تحقيق يجبر رئيس مجلس العموم (البرلمان) في بريطانيا على الاستقالة منذ 300 عام، خلال مؤتمر بعمان الأردنية من تنظيم شبكة ”إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية” (أريج)، التي قالت إن مسار المعلومة التي يحصل عليها الصحفيون في بريطانيا يعرف العديد من المضايقات والصعوبات·
ولم تكن مهمة الإعلامية بروك مفروشة بالورود بل كانت محفوفة بالمخاطر، إذ واجهتها عدة مشاكل أثناء إجراء تحقيق حول حسابات مصاريف أعضاء البرلمان البريطاني الذي أفضى إلى إعلان رئيس مجلس العموم البريطاني، مايكل ماترن، الاستقالة في سنة .2009
كما تعقبت الأمريكية الجنسية التي تقيم ببريطانيا منذ سنة ,1990 حياة النواب واطلعت على كشوفات حساباتهم والأموال التي يصرفونها يوميا، إلى جانب صحفيين من صحيفة” الغارديان”·
خصوصا أنها بدأت تحقيقها سنة 2004 إلى غاية ,2009 وهي تجري هذا التحقيق المالي عن فضائح فساد عملا بقانون حرية الإعلام، حيث كسرت الحظر في ظل حكومة رئيس الوزراء غوردن براون وخرقت التقليد البرلماني بعدم فضح نوابه المعمول به منذ سنة .1695
كما تعرضت صاحبة كتاب” الثورة ستغدو رقمية: برقيات من ساحة الحرب الإعلامية” خلال قيامها بالتحقيق الذي تناول فيه يوميات رئيس مجلس العموم مايكل ماترن من سنة 1999 إلى ,2005 للمساءلة والمضايقات وكل ما يمكن أن يوجه لصحفية تحاول الكشف عن المستور، خصوصا أن مايكل ماترن مع حصانته النيابية حاول في العديد من المرات عرقلة الكشف عن نفقات مصاريف النواب ولم يكن مقبولا استجوابهم·
وقد أكد أنها لا تنسى تلك اللحظة التي اعتلى فيها مايكل ماترن المجلس في جوان 2009 أن ”النواب خذلوا الشعب البريطاني” ونشر تحقيقها في عشر حلقات على صفحات” الغارديان” و”ديلي تيليغراف” باعتبارها صحفية حرة·
وحول تلك الفضيحة نشرت صحيفة ”دايلي تلغراف” العديد من التفاصيل في تلك القضية منها حصول نائب عن حزب المحافظين على ثمن”شماعة” ملابس، ونائب آخر على نفقات تنظيف مدخنة بيته الريفي، وغيرها من التهم التي وجهت إليهم بسبب استغلالهم المال العام على خلفية استغلال المناصب·