أعلن المنصف المرزوقي رئيس تونس الجديد الجمعة نيته بيع القصور الرئاسية باستثناء قصر قرطاج وتخصيص عائداتها لتوفير مزيد من فرص الشغل في البلاد في مسعى لامتصاص غضب فئات واسعة من المهمشين والعاطلين عن العمل واطاحت احتجاجات اجتماعية تطالب بالشغل وتحسين المعيشة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 جانفي لتفجر ما اصبح يعرف بالربيع العربي. وكان بائع خضار يدعى محمد البوعزيزي احرق نفسه قبل نحو عام احتجاجا على البطالة والظروف الاجتماعية السيئة لتتوسع رقعة الاحتجاجات ضد الفقر في البلاد وتؤدي الى فرار الرئيس السابق. وقالت وكالة الانباء الحكومية ان ‘المرزوقي اعلن الجمعة انه سيتم بيع القصور الرئاسية باستثناء قصر قرطاج على ان تحال الأموال التي ستتأتى من عملية البيع إلى النهوض بقطاع التشغيل'. وتعهد المرزوقي الذي انتخب هذا الاسبوع رئيسا لتونس بضمان الكرامة لكل التونسيين ومعالجة ملف العاطلين عن العمل والقضاء على الفساد. وارتفعت نسبة البطالة في تونس الى 18 بالمئة أي حوالى 800 الف عاطل عن العمل حسب احدث الارقام الرسمية. وكان بن علي يمتلك عدة قصور فخمة تكلفت مبالغ خيالية ابرزها قصر سيدي الظريف في سيدي بوسعيد وقصر الحمامات حيث تعود بن علي ان يقضي عطلته الصيفية بالاضافة الى قصور في عدة مدن تونسية. وقضت محاكم تونسية هذا العام بسجن بن علي وزوجته غيابيا بتهم الفساد المالي اضافة الى عدد اخر من افراد عائلته. واعتبر المرزوقي الجمعة في مقابلة مع قناة ‘فرانس 24 ‘ ان دور اول رئيس لتونس المستقلة الحبيب بورقيبة كانت فيه نواح ‘سلبية وايجابية' بخلاف خلفه زين العابدين بن علي الذي كان دوره ‘سلبيا جدا' في تاريخ تونس. وقال المرزوقي ان الرجلين لعبا دورا في تاريخ تونس ‘دور سلبي جدا بالنسبة لبن علي وسلبي ايجابي بالنسبة لبورقيبة'. وبعد ان اشار الى انه يجلس في المكتب الذي كان يستخدمه بورقيبة اضاف ان ‘نهايتهما كانت حزينة (..) انقلاب طبي بوليسي اطاح ببورقيبة' اما بن علي فقد ‘هرب بكيفية مشينة ولعنة الشعب تلاحقه'. وتابع ‘املي ان لا اعرف المصير نفسه فقد دخلت (القصر الرئاسي) بإرادة الشعب وساخرج بإرادتي'.