كشفت "الفجر" وهي تمشي على بقايا ركام قصر عماد الطرابلسي، شقيق ليلى، حرم الرئيس المخلوع، زين العابدين بن علي، الواقع بقرطاج على بعد كيلومتر واحد من القصر الرئاسي، وجود قطع أثرية نادرة تحمل دمغة حظيرة الطاسيلي بالجزائر، ما يثير سؤالا: ما علاقة هذا الأخير بمافيا تهريب الآثار؟! هكذا احتال عماد الطرابلسي على نادية الشاويّة جولة في قرطاج تُلبس حمزة الجزائري تهمة المساس بأمن الزين وقفت "الفجر"، أول أمس، على بعض الجوانب الخفية من حياة البذخ والترف والجبروت لعائلة الطرابلسي، لاسيما أشقاء حرم الرئيس المخلوع، ليلى بن علي، والذين ساهموا إلى حد كبير في دفع الشارع التونسي الى الإطاحة بنظام بن علي وإبعاده عن الحكم. وكان دليلنا في هذه الرحلة التي انطلقت قبل ساعة من بداية حظر التجوال "عمي حمّة" نقيب سابق ومتقاعد من تشريفات زين العابدين بن علي. قادنا عميّ حمّة الى القرطاج البحري أين يقع مقر الرئاسة التونسية وتقابلها المئات من القصور الضخمة. وهي العقارات التي قال عنها مرافقنا إنها مملوكة لزين العابدين بن علي، وعائلة الطرابلسي، الى جانب إطارات عسكرية سامية من الأمن الرئاسي، ونحن نسير توقف بنا عمّي حمّة في قصر ضخم يطل على الساحل البحري، لاتزال به مظاهر الحرق والتخريب والدمار، وأمام جدار مثقوب بطلقات نارية وقف بنا السيد حمة، وهو يروي تفاصيل سلب عقار عائلته من طرف عماد الطرابلسي، شقيق السيدة الأولى بتونس سابقا، وهو العقار الذي يتربع على مساحة 35 هكتارا بمبلغ 40 مليون دينار تونسية سنة 2002، وأضاف مرافقنا أن العدالة التونسية رفضت متابعة هذه القضية، التي عجلت بإحداث مشاكل لمرافقنا في منصبه داخل التشريفات التونسية وعجلت باستصدار قرار تقاعده في أوت 2002، حسب تعبيره، وبإصرار منا تمكنت "الفجر" من الدخول الى فناء القصر وسط بقايا التخريب، وكم كانت دهشتنا كبيرة ونحن نتوقف على رؤوس وقطع أثرية نادرة بها دمغة "حظيرة الطاسيلي"، وهو ما يطرح سؤالا خطيرا عن علاقة مافيا تهريب الآثار من مختلف الحظائر التاريخية والرئيس زين العابدين بن علي وحاشيته؟ جبروت الطرابلسية طال الجزائريين أيضا بتونس لم يطل جبروت وطغيان نظام زين العابدين بن علي السابق رقاب التونسين فقط، بل أيضا الكثير من الجزائريين وأفراد الجالية الجزائرية في مختلف مناطق تونس، منهم السيّدة "نادية الشاوية"، كما تلقب بتونس وهي جزائرية من مدينة سدراتة، مختصة في التجميل وطليقة مواطن تونسي، قالت في لقاء جمعها ب"الفجر" إنها تعرضت هي الأخرى لمضايقات عدالة تونس زين العابدين في قضية تعود إلى سنة 2005؛ حيث قررت شراء شقة من 3 غرف بشارع محمد الخامس من طرف وكالة عقارية، وهي الشقة التي قالت عنها إنها ملك لعماد الطرابلسي، وبعد الاتفاق على البيع تقول السيدة نادية، دفعت مبلغ 160 مليون دينار تونسية لعماد، لكن دون أن يغادرها، قبل أن تطالها متاعب مع العدالة، بعد محاولاتها العديدة لرفع قضية بهذا الأخير، وتأمل السيدة نادية في أن تسترجع لها العدالة التونسية قريبا حقوقها خاصة وأنها تملك عقدا موثقا يؤكد عملية البيع. حمزة توبع في قضية أمن دولة بسبب جولة! ومن الحالات الجزائرية التي عانت من ويلات نظام زين العابدين بن علي، حمزة، 37 سنة، من مدينة بسكرة، يقيم بتونس رفقة زوجته التونسية منذ 1999، مختص في الحرفية الجبسية بشركة مغربية، قال ل "الفجر" إن الأمن الرئاسي أوقفه بشارع قرطاج بتاريخ ماي 2007 ووجهت له تهمة المساس بأمن الدولة، وهي الحادثة التي عزلته عن الحياة الاجتماعية في زنزانة لمدة 7 أشهر، وهي المدة التي رأى فيها جهنّم، حسب تعبيره، بسبب أساليب التعذيب والاستنطاق التي مورست عليه.