انطلقت مساء أول أمس العروض الخاصة بالأفلام الروائية الطويلة لمهرجان وهران للفيلم العربي بفيلم ”الأندلس حبيبتي” للمخرج المغربي محمد نظيف، حيث لاقى عرضه إعجاب جمهور قاعة ”السعادة”· ويتناول هذا العمل ظاهرة الهجرة السرية من خلال قصة طالبين جامعيين ”سعيد” و”أمين” يحلمان بالهجرة إلى أوروبا وبالتحديد إلى إسبانيا، وهو الحلم الذي أرادا تحقيقه، فاتخذا من قرية تقع في شمال المغرب هدفا لعبور البحر من شاطئها إلى الضفة الأخرى· واستعان الشابان لتحقيق ”الحلم” بمعلم في نفس القرية سهل لهما رحلة الهجرة فهيأ لهما قاربا اعتقدا أنه منجاهما من الوضع المزري الذي عاشاه في بلادهما· ولأنهما كانا يركضان خلف حلم؛ لم يكترثا لأمواج البحر وأطلقا العنان لقاربهما وراحا يخترقان البحر حتى استقر بهم المقام في قلبه وانقلب بهما القارب وقذفت الأمواج بأحدها إلى شواطئ إسبانيا، في حين عادت بالثاني إلى حيث انطلق من القرية التي تدور فيها أحداث غريبة تكشف عن عن أحقاد وضغائن كثيرة· وتلا عرض الفيلم الذي استغرق 86 دقيقة، نقاش مع أبطاله؛ الفنان المغربي مهدي الوزاني والفنان الجزائري هشام مصباح، إلى جانب مخرج العمل الذي شارك في الفيلم بدور المعلم· وأكد نظيف أن عمله كان نتيجة فكرة حقيقة تدور في أذهان أغلب الشباب المغربي الذي يرى في الهجرة حلا لتحسين الظروف· ويتنافس ”الأندلس حبيبتي” على جائزة ”الوهر الذهبي” إلى جانب 11 فيلما مطولا يمثلون 9 بلدان عربية وهي الجزائر والمغرب وتونس ومصر وسوريا ولبنان وفلسطين والعراق والأردن· وفي السياق ذاته، كان لجمهور ”قاعة السعادة” من مخرجين ونقاد وممثلين وشباب، موعد آخر مع الفيلم الروائي الطويل ”قداش تحبني” للمخرجة الجزائرية فاطمة الزهراء زعموم، وهو عمل يحكي قصة ”رشيد” الذي يقرر أن يودع ابنه البالغ من العمر ثماني سنوات عند والديه ”السيدة خديجة” و”لونيس” حتى يتسنى له تمضية نهاية الأسبوع مع زوجته التي كانت طيلة أحداث الفيلم الذي استغرق عرضه 78 دقيقة، تلح على زوجها بسؤالها ”كم تحبني” أو ”قداش تحبني”، تاركين والدها يواجه تفاصيل حياة جده المتقاعد وجدته الماكثة في البيت مما يتسبب في توتره· من ناحية أخرى، انطلقت بقاعة ”السينماتيك” في وهران مسابقة الأفلام القصيرة بعرض ثلاثة أعمال متنافسة في المسابقة الرسمية وهي ”قاع البئر” للتونسي ابن حسن محمد معز و”غدا الجزائر” للجزائري أمين سيدي بومدين و”حواس” للمصري محمد رمضان· كما احتضنت قاعة سينما ”المغرب” مسابقة الأفلام الوثائقية التي انطلقت بعرض فيلم ”بستان تلمسان” الذي أخرجه حفيظ بن صالح في إطار تظاهرة ”تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية”، وتكريما لعلماء ”عاصمة الزيانيين”·