سلطت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء عنابة، عقوبة السجن النافذ لمدة 10 سنوات في حق رجل في العقد الخامس من العمر، بتهمة محاولة القتل العمدي في حق طليقته، التي دهسها في الطريق بواسطة سيارته وكذا شيخ آخر كان بمثابة شاهد على حادثة الاعتداء الجسدي الذي تعرضت له الضحية من طرف زوجها السابق، لكن هذا الشاهد تحول إلى ضحية حادث مرور، بعدما أقدم المتهم على دهسه بالسيارة، مما سبب له ارتجاجا في المخ· تعود حيثيات القضية إلى شهر ماي المنصرم، لما أقدم المتهم (ص ع) على اعتراض طريق طليقته المسماة (ر·س) عندما كانت متوجهة إلى مقر عملها، وكان ذلك بحي جوانولا وسط مدينة عنابة، على خلفية الشكوى الرسمية التي كانت قد تقدمت بها ضده، إثر رفضه تسديد النفقة المقدرة في مجملها بقيمة 93 مليون سنتيم، طبقا للحكم القضائي الصادر في هذا الشأن، لأن الضحية أم لأربعة أطفال، وقد طالبت بالحصول على نفقتها، بعد صدور حكم الطلاق، لكن زوجها السابق اعترض طريقها، ووجه لها تهديدات مباشرة، مما أدى إلى نشوب مناوشات كلامية بين الطرفين، أقدم من خلالها المتهم على توجيه لكمة قوية لطليقته فأسقطها أرضا، وهي الحادثة التي وقعت على مرأى من شيخ يبلغ من العمر 76 سنة، كان جالسا بالقرب من مكان وقوع الشجار، حيث إن هذا الشيخ تدخل على جناح السرعة، وطلب من الضحية مرافقته إلى مركز الشرطة لإيداع شكوى رسمية ضد المتهم، سيما بعدما أخبرته أنه زوجها السابق، الأمر الذي فجر غضب المتهم، الذي فقد أعصابه، فامتطى سيارته من نوع فتويوتاف، وأقدم على دهس طليقته ومرافقها بسرعة جنونية، مما تسبب في تعرض الضحية لكسور على مستوى الحوض والأطراف، بينما أصيب الشيخ المرافق بكسر في الجمجمة وارتجاج في المخ، استوجب نقلهما على جناح السرعة إلى مصلحة الاستعجالات بمستشفى ابن رشد الجامعي، حيث وضعا تحت العناية الطبية المركزة، في الوقت الذي فتحت فيه مصالح الأمن تحقيقات ميدانية معمقة، تمكنت بموجبها من توقيف المتهم، الذي حاول خلال جلسة المحاكمة التملص من الأفعال التي وجهت إليه طيلة مراحل التحقيق، لكن النيابة العامة التمست في حقه عقوبة الإعدام، قبل أن تكشف هيئة المحكمة بعد المداولات القانونية عن منطوق حكمها، والقاضي بإدانة المتهم بجناية محاولة القتل العمدي، والحكم عليه ب 10 سنوات نافذة، مع إلزامه بدفع تعويض مالي بقيمة 50 مليون سنتيم لطليقته، وكذا 25 مليون سنتيم للشيخ الذي كان شاهدا على الشجار، لكنه تحول إلى ضحية في حادثة الدهس بالسيارة·