يرى مدرب وداد تلمسان ومهندس الصعود فؤاد بوعلي أن فريقه يستحق فعلا التتويج بلقب بطولة القسم الثاني مما سمح له بالعودة إلى مكانته الأصلية ضمن حظيرة الكبار بعدما غادرها الموسم الفارط متقبلا ذلك بكل روح رياضية، وواضعا العمل نصب عينيه من أجل العودة وهو ماكان له في الأخير. فريقك لم يكتف بالصعود فقط بل أنهى البطولة رائدا لها مند البداية وإلى غاية النهاية، ما تعليقك؟ الوداد سقط الموسم الماضي لعدة أسباب يعلمها العام والخاص وقد تقبلنا ذلك بكل روح رياضية ولم نضيع الوقت في القيل والقال والبحث عن الأسباب والمسببات وكيفية شراء المباريات والذمم للبقاء في القسم الأول، بل عزمنا العقد على مواصلة العمل ووضع نصب أعيننا هدف الصعود وإكمال البطولة في الريادة، وعليه شرعنا في النزول إلى الميدان من أجل الانطلاق في التحضير لمنافسة القسم الثاني والحمد لله كان لنا ما أردنا في النهاية وحققنا كل الأهداف التي سطرناها. البعض أجزم بصعود الوداد قبل نهاية البطولة بعدة جولات، فأين كانت تكمن قوة فريقك في رأيك؟ قوة الوداد كانت في روح المجموعة التي كانت تؤمن بالعمل لا غير من أجل الوصول إلى ما كنّا نبحث عنه وهذا جاء بعد جهد جهيد لمجموعة متجانسة من مسيرين ولاعبين وطاقم فني، وقد تمكنا بمرور الوقت من غرس هذه الثقافة في نفسية اللاعبين رغم أنهم لم يتقاضوا أي سنتيم منذ انطلاق البطولة وإلى غاية شهر ديسمبر أي مرحلة الميركاتو لاعتقادهم الراسخ أنه كان عليهم دين لا بد من تسديده وهو إعادة الفريق إلى مكانته الأولى. على ذكر المستحقات كان لكم خلال نهاية الأسبوع الفارط اجتماع مع والي الولاية التزم خلاله هذا الاخير بالتكفل بهذا الإشكال مع إقناع عدة لاعبين بتجديد للفريق. هذا صحيح، ولو أن هذا الأمر يبقى مشكل الإدارة التي ستتباحث هذا الأمر مع المسؤول الأول، ومن جهتي فقد كان لي حديث مع الوالي لم يخرج عن الجانب التقني الذي هو من اختصاصي وأظن أن اللاعبين أدوا ما عليهم، وعلى الإدارة أن تكافئهم وهو ما نتمناه في الأيام القليلة القادمة. جرى في الآونة الأخيرة حديث عن تجديد إدارة النادي الثقة في شخصك، هل هذا صحيح؟ من جهتي لم أسمع هذا ولم أتحدث مع الإدارة في ذلك، وإذا كانت لكم معلومات من الرئيس فلست على علم بها. اللاعبون اشترطوا بقاءك مع الفريق مقابل تجديد عقودهم مع النادي؟ والله هذا شرف كبير لي ويدل على صدق العمل الذي قمت به رفقة باقي الطاقم الفني، وأتمنى أن تكون الإدارة في الموعد للحفاظ على التشكيلة ومواصلة الاستقرار الذي يبقى سر قوة الفريق. عدد كبير ستنتهي عقودهم مع الفريق والعروض تتهاطل عليهم من كل جهة؟ شرف كبير للاعبين ولي شخصيا وللفريق ككل أن يحظى عناصر الوداد باهتمام رؤساء بعض الأندية، وهذا دليل على قوة هؤلاء اللاعبين وهو اعتراف بالمستوى الفني الذي وصل إليه، وأظن أن هذا المستوى سيرتفع ويزداد إذا ما بقيت المجموعة متلاحمة، لأن ما يجهله بعض الرؤساء هو أن قوة الفريق في المجموعة وليس الأفراد، وفي العمل والتكوين وليس في شراء اللاعبين، وهذا ما يجعل إدارة الفريق أمام حتمية البحث عن الكيفية التي يتم بها إقناع العناصر المنتهية عقودهم بالتجديد في الفريق للموسم القادم وهو ما نتمناه. ومادا عن المدرب بوعلي؟ كل شيء بالمكتوب، وإذا لم يكتب لنا مواصلة العمل مع الوداد فسأدرس العروض التي تصلني، وهذا بعد أن أنتهي من فترة العطلة التي سأقضيها مع العائلة، وهدا شيء مهم لتغيير الأجواء بالنسبة إليّ. وأين ستقضي العطلة؟ لم أحدد المكان بعد، لكن سيكون في منطقة لا أجد فيها أناسا يحدثونني عن كرة القدم ومشاكلها حتي أتمكن من الاستمتاع بالعطلة مع أفراد عائلتي بعيدا عن أخبار كرة القدم الجزائرية. نعود للوداد، فريقك عاني هذا الموسم من سوء أرضية ميدان ملعب بيروانة؟ إن ملعب بيروانة من أحسن الملاعب على المستوى الوطني وأتأسف للوضعية الكارثية التي أصبحت عليها أرضية الميدان. وما يؤسفني أكثر هو تعليق الصحافة على أي خسارة للفريق بإلصاقها إما باللاعبين أو الطاقم الفني دون التطرق إلى أرضية الميدان التي كانت من أكثر الأسباب هذا الموسم في تغيير الوداد لطريقة لعبه، وأرجو أن يراعى هذا الأمر قبل انطلاق الموسم المقبل وذلك بترميم الأرضية بعشب من النوعية الجيدة. شهد هذا الموسم وكالعادة تألق فريق الأواسط المتوج بكأس الجمهورية مؤخرا، فهل ينوي بوعلي ترقية البعض من لاعبيه إلى فريق الأكابر؟ هذه سياسة قد شرعنا فيها منذ بداية الموسم حيث اصطحبنا سبعة لاعبين من الأواسط إلى تربص الفريق بسوسة، كما شارك البعض في اللقاءات الودية للوداد، وهناك خمسة عناصر شاركوا هذا الموسم في بعض مباريات البطولة وهذا من أجل تحضيرهم للموسم المقبل وتمكينهم من اكتساب الخبرة واحتكاكهم مع كوادر الفريق، وخير دليل التألق اللافت للأنظار للاعب الصاعد غزالي المتوج بلقب هداف البطولة. دار الحديث في المدة الأخيرة حول إدراج اسمك ضمن قائمة المدربين الذين تنوي الفاف تعيينهم ضمن المديرية الفنية للمنتخبات الوطنية، ما تعليقك؟ كان على مستوى الفريق الوطني للأواسط ولا أريد التعليق على هذا الموضوع أكثر. منتخبنا الوطني مقبل هذه الأيام على مباراة مصيرية أمام المنتخب الوطني بملعب البليدة برسم تصفيات كأسي العالم وإفريقيا، كيف تنظرون إلى هذه المواجهة؟ المباراة ضد مصر ليست مصيرية لكن نقاطها مهمة في مشوار الفريق، لأنه ما جدوى الفوز باللقاء مع مصر والانهزام في المباريات الأخرى؟ أظن أن هذا الاهتمام الزائد عن اللازم مرده إلى الحساسية الموجودة بين الفريقين منذ القدم، وأظن أن المدرب الوطني واللاعبين واعون بأهمية نقاط المباراة وليس الخصم. بماذا يريد بوعلي أن نختم هذا الحوار؟ أدعو كل رؤساء الفرق للعودة إلى التكوين والعمل الجاد حتى نخرج عن ثقافة البيع والشراء من أجل الصعود أو تفادي السقوط، وهي أمور لا تخدم الكرة في بلادنا البتة، بل ستزيد من تأزيم الوضع أكثر مما هو عليه الآن.