أعطى عضو لجنة المراقبين العرب مستشار محجوب صورة سوداء عما يحصل في سوريا، حيث قال في تصريحات لقناة “العربية” أمس، إن ما يحصل هو إبادة جماعية ويمثل انتقام النظام من الشعب”، مضيفا “ما يحصل في سوريا يثبت بأن الإسرائيليين رغم ما فعلوه بالشعب الفلسطيني يبقون بالمقارنة، محترمين جدا”. وفي الأثناء، قال مصدر ببعثة المراقبين العرب في تصريحات لوكالة “رويترز”، إن فريق المراقبين العرب سيبدأ مهمته في سوريا بزيارة مدينة حمص المضطربة اليوم، وذلك بينما سافرت أمس أول مجموعة والمؤلفة من نحو 50 مراقبا إلى سوريا. ويرأس بعثة المراقبين الفريق السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي. وكان عدد القتلى في سوريا قد ارتفع أول أمس إلى 19 شخصا بينهم ثلاثة أطفال على أيدي قوات الأمن والجيش،. وفي الأثناء، تواصل القصف العنيف على حي باباعمرو لليوم الرابع على التوالي باستخدام مدفعية الهاون والدبابات حسب ناشط من مدينة حمص أكد مقتل 25 شخصا بينهم سيدة وثلاثة أطفال خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، وسط كارثة إنسانية يعيشها الحي جراء الحصار. وقال هادي العبد من الهيئة العامة للثورة السورية في حمص، إن حي بابا عمرو يشهد نقصا حادا في المواد الغذائية ومستلزمات العلاج الطبي، وسط منع دخول سيارات الإسعاف، مؤكداً منع سيارة خبز في طريقها إلى الحي أول أمس. وأضاف العبد الله أن قصفاً على كرم الزيتون بأسلحة ثقيلة من قبل الجيش، أدى إلى مقتل شخص واحد وجرح حوالي 29 آخرين، واحتراق عشرة منازل. واتهم المصدر السلطات السورية بنقل الكثير من نزلاء السجن المركزي في حمص وجثث من المستشفى الوطني إلى جهات مجهولة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن قوات الأمن السورية شنت حملة مداهمات واعتقالات في حي الثورة بالرستن واعتقلت 26 مواطنا قامت بتعذيبهم علناً، وأجبرتهم على خلع ملابسهم من أجل إذلالهم. واعتبر ذات المصدر أن المدينة تشهد أوضاعاً إنسانية صعبة مع انتشار 37 حاجزا أمنيا وعسكريا، وسط حظر مسائي غير معلن للتجول، جراء إطلاق النار على كل متحرك. من ناحية أخرى، طلبت فرنسا من النظام السوري السماح للمراقبين العرب بالانتشار “فورا” في مدينة حمص حيث “العنف دام بصورة خاصة” في وقت رحبت روسيا ببعثة المراقبين واعتبرت مشروع قرارها في مجلس الأمن حماية للشعب السوري، نافية في الوقت نفسه أن يكون نائب الرئيس السوري زارها سرا. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو “على سلطات دمشق أن تسمح -كما تقضي المبادرة العربية- للمراقبين بالوصول هذا المساء إلى مدينة حمص حيث بات العنف داميا بصورة خاصة”. وكان المجلس الوطني السوري، وهو مظلة تنضوي تحتها مكونات عديدة من المعارضة أبرزها الإخوان المسلمون، دعا المراقبين إلى الانتشار فورا في حمص ومناطق ساخنة أخرى. وتحدث عن حصار مطبق على بابا عمرو في حمص وخطرِ تعرض الحي لهجوم سيشنه نحو أربعة آلاف جندي. وقال إن على المراقبين إما أن يزوروا المناطق الساخنة أو يُنهوا مهمتهم إن تعذر عليهم القيام بها، محملا الجامعة العربية والمجموعة الدولية مسؤولية “المجازر” في سوريا. ويتوقع أن يكتمل مع نهاية الشهر انتشار ما بين 150 ومائتي مراقب عربي، انتشرت طلائعهم الخميس الماضي ووصلت أول دفعة منهم أمس.