دعا عبد القادر مساهل الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، إمس، إلى اعتماد مقاربة شاملة لظاهرة الهجرة في العالم بما في ذلك الهجرة السرية.وأكد إثر مباحثات مع رئيس المنظمة الدولية للهجرة ويليام ليسي سوينغ الذي يزور الجزائر أن التعامل مع ظاهرة الهجرة لا يجب أن ينحصر فقط في الهجرة غير الشرعية. لأن هناك عدة جوانب تتطلب معالجة فذكر من بينها ظاهرة كره الأجانب والعنصرية والتي عرفت منحنيات خطيرة في الأشهر القليلة الماضية بفعل الأزمة الاقتصادية الدولية. ووفق تحليل ممثل الحكومة فإن معالجة هذا الملف يجب أن يأخد بعين الاعتبار كافة الجوانب المتعلقة بالتنمية، ضمن رؤية تشارك في صياغتها الدول المتضررة من هذه الظاهرة، موضحا أن تحويلات المهاجرين من دول الجنوب تفوق مرتين مساعدات الدول الكبرى لدول الجنوب. وبدوره طالب المدير العام للمنظمة الدولية للهجرة بتوسيع دائرة التشاور بين البلدان الأعضاء فيها والمقدر عددهم ب125 بلدا، وشدد على ضرورة النظر إلى ملف الهجرة من جانبه الإنساني وفي كيفة التعامل مع المهاجرين وحمايتهم من كل أشكال سوء المعاملة. ويرى السيد سوينغ أن حركة الهجرة حيوية وضرورية لخلق توازن في توزيع اليد العالمية، حيث إن منع الهجرة سيؤدي إلى اختلال التوازن بين الدول التي تتوفر على يد عاملة والدول التي توفر مناصب شغل. وقدم في هذا السياق طرحا تكامليا من زاوية أن الدول الصناعية تبقى دوما بحاجة إلى يد عاملة آتية من الهجرة. وشدد مساهل على أن حركة المهاجرين بين الدول الإفريقية تفوق بكثير حركة المهاجرين من إفريقيا نحو أوروبا وذلك من 20إلى 30مرة. وبالمناسبة أعلن مساهل عن قرار فتح مكتب للمنظمة الدولية للهجرة في الجزائر، وأن جميع الترتيبات القانونية اتخذت في انتظار استكمال الإجراءات التقنية، في إشارة إلى المقر. وخلص الوزير المكلف بالشؤون المغاربية إلى أن المحادثات التي جمعته بالموفد الدولي سمحت بتوضيح موقع الجزائر، حيث أصبحت بلد عبور واستقبال وأنها اعتمدت العديد من الترتيبات للتعامل مع هذه الوضعية وتراعي خصوصية الجزائر. وتم الكشف بالمناسبة عن أن الجزائر تستعد لاستقبال 48مهاجرا وصلوا إلى الأراضي الإيطالية بطريقة غير شرعية سيتم ترحيلهم في الأيام القادمة. وكان السفير الإيطالي بالجزائر قد أكد قبل أسبوعين أن الجزائر استقبلت في الفترة الأخيرة حوالي 450مهاجرا سريا أبعدوا من الأراضي الإيطالية التي لاتزال هدفا للشباب الجزائري الحالم بالاتنقال إلى أوروبا، ويجري أسبوعيا احتجاز عشرات القوارب قبل إبحارها أو في عرض البحر أو على الشواطئ الإيطالية.