أكد أمس الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية عبد القادر مساهل أن الحل الأمثل لمواجهة ظاهرة الهجرة يكمن في تنمية البلدان التي تعاني من هذه المعضلة . وركز مساهل خلال تنشطه ندوة صحفية مشتركة مع المدير العام للمنظمة العالمية للهجرة وليام لاسي سوينغ على أهمية عامل التنمية في تسوية المسائل المتعلقة بالهجرة، مشيرا إلى ما تبذله الجزائر بخصوص تكثيف التعاون مع دول أخرى لمواجهة هذه الظاهرة. حيث قال '' لقد باشرنا حوارا مع شركائنا في التنمية بالشمال حول إشكالية الهجرة. و يتعلق الأمر بتحديد الصلة بين الهجرة و التنمية''، ومعلوم أن الجزائر قد وقعت اتفاقيات تعاون مع ايطاليا واسبانيا ودول أخرى لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية ،كما رفضت التوقيع على اتفاقية مماثلة مع فرنسا التي تريد معالجة هذه الظاهرة من جانب امني وليس من منطلق إنساني اجتماعي. ويرى الوزير أن القضاء على ظاهرة الهجرة التي صارت تؤرق العالم بفئتيه المتخلف والمتقدم يكمن في تنشيط ورفع مستوى التنمية بالدول الفقيرة والواقعة جنوب المعمورة، مبينا أن القضاء على آفة ''الحرقة'' يكون بالقضاء على الأسباب والعوامل المؤدية إليها، ومؤكدا أن مسألة التنمية تكتسي أهمية كبرى في معالجة على ظاهرة الهجرة ، كما أوضح أن ''الأولوية تكمن في جعل التنمية محورا لتسوية مشاكل الهجرة و حلها". وقال مساهل أن الهجرة الداخلية بإفريقيا ''تكتسي أهمية أكبر'' من حركة الهجرة نحو بلدان الشمال''، كون أن '' حوالي 20 مليون إفريقي يهجرون من بلد إلى آخر داخل القارة". و لدى تطرقه إلى ظاهرة '' الحرقة '' ، تأسف مساهل لتركيز وسائل الإعلام على هذه الظاهرة في حين أن '' مشكلة الهجرة بشكل عام أهم بكثير''، حيث قال " لا يجب أن نغفل على الأهم ثم نولي اهتمامنا لأمر يعد الشغل الشاغل بالنسبة لأوروبا'' مضيفا أنه يتعين أن تحصر هذه الظاهرة في إطار ''السياسات التي تقيد عمليات الدخول وتمنعها". وذكر الوزير أن النقاش الذي تم مباشرته مع بلدان الشمال بخصوص حقوق العمال المهاجرين المقيمين بطريقة قانونية يتعلق بصفة خاصة بالوسائل الكفيلة '' بالدفاع عن مصالح'' هؤلاء الأشخاص ، مشددا على ضرورة '' إبراز الجوانب الايجابية للهجرة''، ومعلنا انه قد '' حان الوقت بالنسبة للبلدان المتقدمة وخاصة البلدان المضيفة ''للتصديق على الاتفاقية الدولية حول تسيير العمال المهاجرين و عائلاتهم المصادق عليها منذ أكثر من 17 سنة فقط من طرف حوالي أربعين بلدا منها الجزائر". وبين مساهل أن المحادثات التي أجراها مع سوينغ قد ناقشت مشاكل الهجرة بكل أبعادها و آفاق تدعيم الحضور الجزائري على مستوى المنظمة العالمية للهجرة، معلنا في هذا الشأن عن فتح مكتب لهذه المنظمة قريبا بالجزائر وتأتي زيارة المدير العام للمنظمة العالمية للهجرة التي تدوم ثلاثة أيام بدأها منذ أول أمس الأحد تلبية لدعوة من الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية عبد القادر مساهل،حيث أشار في هذا الشأن بيان لوزارة الشؤون الخارجية أن سوينغ سيجري خلال زيارته جملة من المحادثات مع الطرف الجزائري متعلقة بموضوع التعاون الثنائي وآفاق تعزيزه وإشكالية الهجرة على الصعيد الإقليمي والقاري والدولي. وأكدت وزارة الخارجية أن الجزائر التي تعد بلد عبور واستقبال للمهاجرين تولي اهتماما خاصا لظاهرة الهجرة ،فهي قد دعت خلال عدة لقاءات دولية حول الهجرة لاسيما ببروكسل ببلجيكا عام ,2007 ومانيلا بالفلبين عام 2008 إلى مقاربة شاملة للمشاكل المتعلقة بالهجرة ،والتي من شانها أن تحقق التكفل بالأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة وسبل مواجهتها في إطار التنمية المستدامة لبلدان الجنوب، كما أكدت الوزارة أن الجزائر تناضل من أجل الحقوق الاجتماعية والاقتصادية للعمال المهاجرين المقيمين بصفة قانونية في بلد الاستقبال لاسيما حقهم في التجمع العائلي ،مشيرة إلى أنها دعت كافة البلدان إلى المصادقة على الاتفاقية الدولية حول حماية حقوق كل العمال المهاجرين وأفراد عائلاتهم بغية القضاء على العنصرية وكره الأجانب والتمييز العنصري.