عادت بنا جلسات محكمة الجنايات، أول أمس بالمدية، إلى سنين الجمر حينما كان الانتقام والثأر هما سيد الوضع آنذاك. فعلى الرغم من أن القضية لها أكثر من 13عاما، ففي الحادي عشر من جوان 1996وبالضبط في قرية القويعة بمدينة الزبيرية بالمدية. حينما سقط عم المتهم (ع.ل) قتيلا جراء مشادات بين قوات الأمن التي كان هو برفقتها بصفته حارسا بلديا ومجموعة إرهابية كانت تترصد المكان، إلا أن المتهم ومع صبيحة اليوم الموالي وبعدما تبين له أن عمه قد قتل أثناء تلك المشادات لم يلبث بصفته هو الآخر حارسا بلديا أن توجه إلى إحدى العائلات المجاورة له والتي يوجد أحد أبنائها في الجبل ليقتحم المنزل ويخرج والد أحد الإرهابيين من بيته والمسمى (ز.ع) ويرميه بالنار مصيبا إياه في الجنب محاولا قتله، ليتقدم بعد ذلك والد المتهم والذي يشتغل هو الآخر حارسا بلديا ليرمي الضحية بخمس طلقات نارية قاتلة أصابته على مستوى الرأس والبطن أردته قتيلا. وعلى هذه الخلفية الانتقامية والثأرية التي دفعت بالمتهم الأول، والبالغ من العمر 54سنة، لمحاولة القتل العمدي ووالده بتهمة القتل العمدي والذي سبق أن حكم عليه بالسجن النافذ ولايزال لحد الساعة يقضي ما تبقى له من العقوبة، بينما نطقت محكمة الجنايات في حق المتهم الحالي بالسجن 5 سنوات نافذة وثلاث سنوات حرمانا من ممارسته لحقوقه الوطنية، مع تحرير محضر إيداع فوري في حقه، وهذا بعدما التمست في حقه النيابة 20سنة سجنا نافذا. وهذا ما رأته عائلة الضحية صورة حقيقية لمعنى المصالحة الوطنية وأن الجميع تحت سقف العدالة متساوون بحجة أن هذه العائلة لا يد لها في التحاق ابنها بالجبل وأنها لجأت إلى السكن بجنب مفرزة الحرس البلدي طلبا للأمن والأمان ولكن حدث ما حدث.