أرسل العاهل السعودي الملك عبد الله رئيس جهاز مخابراته الأمير مقرن بن عبد العزيز للقاء الرئيس السوري في اختراق مباشر لبرودة العلاقات بين البلدين ،منذ اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري ،وتزامنت هذه الزيارة مع الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال الحريري وهو تزامن يعني أن المملكة مستعدة لتسوية خلافاتها مع سوريا بغض النظر عن ما سيؤول إليه التحقيق الدولي في قضية الحريري التي ضلت أكبر عقبة في وجه التقارب بين السعودية وسوريا. الانفتاح السعودي على سوريا جاء ليترجم التوازنات الجديدة في المنطقة بعد حرب غزة التي صمدت فيها المقاومة الفلسطينية وأثبتت أن إلغاءها من المعادلة الإقليمية حلم صعب المنال، من هنا يريد الملك عبد الله أن يتأقلم مع التوازنات الجديدة و يستكمل طريق المصالحات العربية العربية والتي كان المبادر فيها في قمة الكويت الأخير ،لكن يبدو أن شريكه الرئيس حسني مبارك يصر على عدم تطبيع العلاقات مع قوى الممانعة العربية والإسلامية حيث بقيت الحملات الإعلامية و الرسمية المصرية على سوريا وقطر مستمرة حيث ترى مصر ترى أن الرئيس السوري يمثل خطرا مباشرا على جهودها في التسوية في المنطقة مع الإسرائيليين بسبب دعمه لحماس وحزب الله. وينتظر أن تكون الأشهر القليلة المقبلة حاسمة للمنطقة بسبب تحرك مختلف الساحات السياسية الرئيسية فيها "حكومة إسرائيلية جديدة متطرفة،الانتخابات النيابية اللبنانية على الأبواب، المصالحة بين فتح وحماس قد تتم قريبا،و الانتخابات الإيرانية برهانات جديدة".