أشاد رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بمباحثاته مع الرئيس السوري حافظ الأسد وقال في مؤتمر صحفي قبل مغادرته دمشق أمس إنها كانت مبنية على الصراحة والوضوح مشيرا إلى اتفاق على خطوات عملية تجسد تحسن العلاقات بين البلدين. وقال الحريري إن زيارته لسوريا تشير إلى علاقة جديدة بين البلدين يتم بناؤها، مشيدا في هذا الشأن بالدور السعودي ومعتبرا الزيارة ضمن نتائج المصالحات العربية التي بدأها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤخرا. كما أكد رئيس الوزراء اللبناني أنه »لا أحد جاء كي يسجل نقطة على الآخر«،مضيفا أن الدولتين لو اتبعتا هذه الطريقة فلن يتحقق شيء لدعم العلاقات بينهما. وعن المحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، قال سعد الحريري إن مباحثاته مع الأسد لم تتطرق إلى موضوع المحكمة، لكن الجانبين متفقان على أنه بات شأنا دوليا والجميع يريد الحقيقة. وكان الحريري والأسد قد عقدا جلسة محادثات ثانية صباح أمس ، بعد أن بحثا أول أمس خلال جلسة موسعة امتدت إلى عشاء عمل كيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت العلاقات بين بلديهما وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية. وقد وصفت بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية المحادثات بأنها بناءة وصريحة وودية، وأن التركيز كان على العلاقات المستقبلية ووضع خطط للارتقاء بها وتفعيل عمل المؤسسات بينهما، مؤكدة أن اللقاء كسر الجليد بين الطرفين. وأضافت شعبان أن اللقاء »كسر الجليد بين الطرفين, واستقبال الحريري في قصر تشرين وإقامته في قصر الشعب هما كسر للبروتوكول والرئيس الحريري دعي كرئيس وزراء للإقامة في هذا القصر, وحل ضيفا على الرئيس الأسد، وفي هذا تعبير عن حرارة ومودة خاصة«. وتعد زيارة الحريري لدمشق الأولى له منذ توليه السلطة في نوفمبر الماضي، وتأتي بعد نحو خمس سنوات من اغتيال والده بتفجير في بيروت، واتهام سوريا بالوقوف وراء هذا الاغتيال. وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان قد زار دمشق الجمعة الماضية، حيث قدم التعازي للأسد في وفاة شقيقه، وبحث معه آخر التطورات السياسية، ونتائج زيارته الأخيرة إلى الولاياتالمتحدة. وتحسنت العلاقات بين لبنان وسوريا بعد انتخاب سليمان العام الماضي، وإثر المصالحة بين السعودية التي تدعم الأكثرية النيابية في لبنان، وسوريا التي تدعم الأقلية، حيث ثم تشكيل حكومة توافق وطني برئاسة الحريري. ومنذ دخوله معترك الحياة السياسية بعد اغتيال والده لم يجر سعد الحريري أي اتصالات رسمية مع الحكومة السورية، لكن العلاقات تحسنت بعد انتخاب الرئيس اللبناني العام الماضي، وإثر المصالحة بين السعودية وسوريا ثم تشكيل حكومة التوافق في لبنان برئاسة الحريري. وخلال جلسة التصويت على الثقة صرح الحريري أمام البرلمان في الثامن من ديسمبر بأن حكومته ستعمل على تحسين العلاقات المتوترة مع سوريا. وكان ائتلاف الحريري (14 آذار) اتهم سوريا باغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري في فيفري 2005، كما ألقى باللائمة على دمشق في قتل أو مهاجمة عدد من السياسيين والصحفيين في السنوات التي تلت ذلك، وتنفي سوريا أي صلة لها بتلك الاغتيالات. ولم توجه المحكمة الدولية الخاصة ومقرها لاهاي بعد الاتهام إلى أي شخص في مقتل الحريري، وقد أجبرت دمشق على إنهاء وجودها العسكري الذي استمر 29 عاما في لبنان في أفريل عام 2005 تحت وطأة مظاهرات شعبية وضغط دولي.