استؤنفت محكمة جنايات القاهرة أمس، محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته حبيب العادلي وستة من كبار مساعديه، واستمعت إلى مرافعة فريد الديب الثانية التي حمل القوات المسلحة فيها مسؤولية قتل المتظاهرين في “جمعة الغضب”. وأثنى الديب على مبارك، ووصفه بأنه “طاهر اليد”، ودعم استقلال القضاء، وأنه لم يصدر أوامرا بإطلاق النار على المتظاهرين، وشن هجوما على النيابة العامة متهماً إياها ب”إهانة مبارك وأسرته، ولاسيما زوجته سوزان”، وأنها قدمت للمحاكمة استجابة لضغوط من الرأي العام، رغم ضعف الأدلة وعدم كفايتها. وقال الديب أمام هيئة المحكمة “يوم 28 جانفي الماضي انقلبت الدنيا، وعجزت الشرطة تماما عن حفظ الأمن في البلاد، مما اضطر قائدها حبيب العادلي إلى الاتصال برئيس الجمهورية، طالبًا منه التدخل قائلاً، “الحقني أنا مش قادر”، فاستخدم مبارك صلاحياته وأمر بحظر التجول ونزول القوات المسلحة للشارع، وذلك في الرابعة من عصر الجمعة. وتابع قائلا “جميع حالات القتل والإصابة حدثت بعد الرابعة عصرا، أي بعد نزول القوات المسلحة للشارع بعد انهيار الشرطة، ومن ثم ليس من المنطقي صدور تعليمات إلى العادلي أو أي من أجهزة الشرطة بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، لأن صدور هذه الأوامر يستلزم إعادة الأمن وانسحاب القوات المسلحة، ويجب أن يتم ذلك بمحضر مثبت، وهو ما لم يحدث حتى الآن”. ولما شعر الديب أنه وقع في فخ اتهام القوات المسلحة بقتل المتظاهرين، عاد ليبرئ نفسه، ويبرئها، وقال الديب “القوات المسلحة لم تستخدم النار والرصاص ضد المتظاهرين، وهي أكدت ذلك مرارا وتكرارا، وأنا أثق بحديثها وبوطنيتها. وتابع متسائلا “إذن من أطلق الرصاص على المتظاهرين ومن قتل الثوار؟”. من ناحية أخرى، وصف محامو المدعين بالحق المدني مرافعات الديب بأنها إنشائية ومستفزة، وقال علي الشرقاوي محامي عن 3 من عائلات القتلى إن فريد الديب محامي مبارك والعادلي قدم مرافعة إنشائية، وتغزل في مبارك ونزاهته، ولم يقدم أدلة جديدة في القضية، بعيدا عن الشائعات والأقوال المرسلة التي يتداولها المصريون في المقاهي. وقوبلت مرافعات الديب عن مبارك بالكثير من الاستهجان والسخرية والنقد، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي، وتعامل معها الناشطون بطريقة مسرحية “شاهد ما شفش حاجة”، الشهيرة التي قام ببطولتها الفنان عادل إمام.