في روايته لمذبحة وطن من خلال ذبح صبي أمام ”عمى” الجميع، تمنى المواطن المكلوم في فلذة و”رقبة” ابنه الصغير أن يدفع عمره مقابل أن يجد تفسيرا لما جرى له؟ فحسب تصريحات والد صبي سطيف الذي ذبحه عابر سبيل ببرودة رجس كامن فينا، فإن مصباح وهو اسم الوالد ليس له أعداء كما أنه مواطن صالح بشهادة سوابقه العدلية· وعلامة ”الاستفحام” وسط هذا المجهول المتربص بنا: في أي خانة نضع فصول مأساة دامية ألمت بحياة طفل بريء سيعترض يوما صراط الراعي الغائب والرعية الشاهدة على ”مذبحه” ليقتص منهم جميعا حقه المنحور؟ مصباح التاجر السطايفي البسيط، غاب عن صغيره لعشر دقائق بعدما تركه بين يدي أمه ووسط أمة من الناس، وحين عاد وجد بدلا منه أما ثكلى تضم جثتها قبل جثة صبيها المنحور إلى صدرها، لتبكي فينا وفي حكومة ”الأمن مستتب صرخة”: ذبحوا ابني·· والملاحظ في صرخة الأم المفجوعة أنها اتهمت ”واو” الجماعة، رغم أن المجرم المجهول لم يكن إلا فردا واحدا لكنها قدمت في قمة فجيعتها بلاغا ضد ”الجميع” الساكن والساكت للمجهول والمسؤول·· إذا كانت راوية الأب المكلوم قد رسخت شيئا غير المأساة التي ننزف، فإنها رسخت، بالإضافة إلى عجزنا الجماعي، حكاية قتل وذبح أصبحت جزءا من ”هواية” تتم مع سبق الإصرار و”الترشّد” أو الرشاد· فناحر الصبي عبد الرؤوف، حسب رواية والده، حمل الطفل بهدوء ووضع في فمه كيسا بلاستكيا بتأن ليستل خنجره ويذبحه ثم يتبدد وكأن شيئا أو ”ذبحا” لم يكن· فيا لبؤس من يحكمون ويا لحمق من يحلمون بغد أفضل! يكتبها: أسامة وحيد