زياري: أطراف أرادت الفتنة بين نواب التحالف والثلث الرئاسي بمجلس الأمة انتقد أول أمس، رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، خلال اختتام الدورة الربيعية للبرلمان، الأطراف التي اتهمت حزبي التحالف بإفراغ الإصلاحات السياسية، مشيرا إلى أن أطرافا أرادت أن توجد ”أزمة سياسية مفتعلة غير طبيعية بين الأغلبيّة المنتمية للتحالف الرئاسي في المجلس الشعبي الوطني والثلث الرئاسي في مجلس الأمّة”، لتعطيل الإصلاحات وتغليط الرأي العام· واعتبر زياري أن المجلس الشعبي الوطني اضطلع بدوره التشريعي بكلّ رصانة ووعي، متوخيا في مسعاه إنجاز منظومة تشريعيّة تكفل الحقوق والحريّات، وترسخ ثقافة التعدّديّة السيّاسيّة على الرغم من الانتقادات الموضوعيّة منها والذاتيّة، وتأسف زياريئلهذه الانتقادات ”غير المؤسّسة وغير الموضوعيّة” التي لم يكن المراد بها الضرر بأفراد بعينهم في المجلس الشعبي الوطني، ”ولكن الضرر بالمجلس الشعبي الوطني كمؤسّسة دستوريّة تكرّس الديمقراطية”· وأضاف زياري أن الغاية من هذه الانتقادات هو ”تضعيف الديمقراطية والتعدديّة في الجزائر”، وإنما هؤلاء المنتقدون يستعملون ”غطاء الديمقراطية وهم أعداؤها، لأنّهم يدركون أنّ تكريس الديمقراطيّة الحقيقيّة لا يَخدم مصالحهم الحزبيّة، ولا مصالحهم الشخصيّة”· كما دعا زياري من قالوا في الماضي القريب إن ”الديمقراطية” كفر وتابوا عنها اليوم إلى أن لا يتراجعوا عنها إذا، لأن الجهود التي بذلت لتحقيق الديمقراطية وحرية التعبير والرأي، وتعزيز الحريات الفردية والجماعية، كانت بعد الثمن الباهض الذي دفعته الجزائر لتكريس دولة الحق والقانون· كما دافع رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، عن إنجازات مجلسه خلال الفترة التشريعية الحالية، مشيرا إلى أن المجلس الشعبي الوطني حريص على أداء مهامّه الرقابيّة التي يخولها الدستور، لذلك كان يؤكد في أكثر من مناسبة على احترام ما نصّت عليه الوثيقة القانونيّة الأولى في بلادنا، بهدف تكريس مبدأ الرقابة على تنفيذ النفقات العموميّة، وسبل صرف ميزانيّة الدّولة، وقد استجابت الهيئة التنفيذيّة لمطلب المجلس، وبذلك تمّت مناقشة قانون تسويّة الميزانيّة لسنة 2009 لثاني مرّة في العهدة التشريعيّة السّادسة وثاني مرّة منذ 27 سنةئ· أما رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، فقد اعتبر أن قوانين الإصلاحات السياسية جاءت في ظروف خاصة ”لا تخفى مضاعفاتها على أحد”، ظروف طبعتها تجاذبات عديدة في المصالح إقليميًا ودوليًا”، مضيفا أنه تم الترويج لإدخال الشك في وسط الجزائريين، غير أن الشعب حسب بن صالح لم يكن في حاجة إلى بوصلة تقدم له من قبل هذه ”اليد الخارجية أو تلك لترشده عن الطريق”· وأشار بن صالح إلى أن الجزائر اختارت الطريق وضبطت عقارب ساعتها مع الاستقرار ومع التنمية لأنها تلمس ثمار هذا الخيار، حيث أصبح كل الجزائريين يشاهدون بأم أعينهم الإنجازات التي تحققت في كافة الميادين ولا أحد يستطيع اليوم نكران حقيقتها، ”نتائج تنطق بها الأرقام وتجسدها الإنجازات في الميدان وفي كافة المجالات والحقول”· لهذا كان أمرًا طبيعيًا ”ألا يضحي شعبنا بهذه المكاسب لمجرد رؤيته لحلم مزعج شاهده في نومه”، أو إغراءات مزيفة قدمت له ”لركوب موجة عابرة”· واعتبر رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، أن الجزائريين تفطنوا لمرامي تلك المحاولات وأفشلوها، لهذا أيضًا كان طبيعيًا أن يكون التجاوب مع دعم خيار الاستقرار بقصد الحفاظ على المكاسب التي تحققت، متوجهًا نحو المستقبل بنظرة جديدة متجددة ترمي إلى اعتماد سياسة إصلاح رصينة تتماشى مع متطلبات المرحلة، إصلاح يعزز المكاسب والإنجازات المحققة ويرسخ الممارسة الديمقراطية ويُقوي من مكانة التعددية الحزبية وتُجذّر مفاهيم الحرية وحقوق الإنسان·