توفي يوم أمس، قائد أركان الجيش الوطني الشعبي السابق الفريق المتقاعد محمد العماري، عن عمر ناهز 75 سنة، حسبما نقلته برقية لوكالة الأنباء الجزائرية أمس· واستنادا لشقيقه خالد، فإن الفقيد نقل على جناح السرعة من مقر سكناه ببرج بن عزوز (40 كلم جنوب غرب ولاية بسكرة) إلى مستشفى محمد زيوشي بمدينة طولفة بنفس الولاية، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة· ونقلت مصادر ل”البلاد” أن الفريق العماري كان يقضي فترة راحة ببسكرة، وأن وفاته ناتجة عن سكتة قلبية مفاجئة· وذكرت المصادر أن طائرة توجهت إلى ولاية بسكرة لنقل جثمان الراحل، ومن المرتقب أن يوارى الثرى بالعاصمة· ويعد محمد العماري وهو من مواليد العاصمة في السابع جوان ,1939 من أقوى رجال المؤسسة العسكرية خلال التسعينات وعرف بأنه أول ضابط في الجيش يتقلد رتبة فريق، وهي أعلى رتبة في الجيش· محمد العماري، خريج الأكاديمية العسكرية في الاتحاد السوفياتي سابقا، ترأس في نهاية الثمانينات، المدرسة العسكرية لمختلف الأسلحة، وأشرف على وحدات قتالية، ثم عمل في مكتب عمليات قيادة الجيش حتى سنة ,1988 ثم عين قائدا للناحية العسكرية الخامسة حتى العام 1989 وبعدها قائد القوات البرية حتى نهاية عام ,1992 وعين قائدا للقوات الخاصة ثم قائد أركان الجيش الوطني الشعبي منذ جويلية 1993 إلى غاية أوت ,2004 وقد استقال من منصبه بعد ثلاثة أشهر من إعادة انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية ثانية، بعد خلاف معه دام لعدة شهور، حسبما ذكرت المصادر وقتها· تولى العماري المسؤولية في وقت حساس من الأزمة· يذكر عنه، أنه قاد كتيبة قوامها 15 ألف جندي، مهمتها القضاء على الجماعات المسلحة في مهدها، وفتحت له هذه المهمة الباب واسعا لرئاسة الأركان· كما عرف عنه أنه يطبق ما سمي ب”السياسة الأمنية المتشددة ضد الجماعات الإرهابية”· ومع أن الرجل كان يتفادى الظهور والحديث في وسائل الإعلام، إلا أن الجزائريين لا زالوا يذكرون الندوة الصحفية التي عقدها وبثت كاملة على التلفزيون، والتي اعتبرت سابقة في تقاليد الجيش الوطني، حيث كشف فيها عن تفاصيل كثيرة تتعلق به حتى فيما يتعلق براتبه الشهري حين قال ممازحا الصحفيين ”من كثرة تضخيمكم لزيادة الأجر الذي أتقاضاه، سألتني زوجتي ألك عائلة أخرى تنفق عليها”·