تعود قضية علاقة الإسلام ب”الإرهاب” أو ”العنف” للنقاش مجددا من خلال ملتقى دولي تستعد وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لتنظيمه مطلع شهر مارس المقبل في تلمسان في إطار تظاهرة ”عاصمة الثقافة الإسلامية”· ويأتي الملتقى بعد ظهور الإفرازات الأولية للربيع العربي، وما يبدو أنها إفرازات تقترب من التحديات، والتوتر الحاصل في ”مضيق هرمز” الذي تهدد السلطات الإيرانية بغلقه، وانطلاق المفاوضات بين الولاياتالمتحدة وحركة ”طالبان” الأفغانية والأزمة الاقتصادية الأوربية· ووفق المعلومات المتوفرة إلى غاية الآن، فإنه ينتظر أن يبرز المشاركون في الملتقى من مفكرين وباحثين ورجال دين، علاقة الإسلام بالأمن الوطني والدولي والسلم والاستقرار، وكيف أن التسامح والحوار الديني والدفاع عن القيم الإنسانية العالمية يشكل القيم الدينية السمحة· وضمن هذا الإطار، يناقش هؤلاء العديد من المحاور، أولها ”الإسلام والعنف”، حيث سيخوض الملتقى في تفسير العلاقة بين الدين وأنواع العنف الممارسة اليوم، لتوضيح علاقة الممارسات العنفية اليوم، والتي كثرت في زمن عالم اليوم· كما يسعى إلى فك الارتباط بين المفاهيم والممارسات الفعلية· وسيناقش الملتقى أيضا مسألة علاقة الأديان بالأمن والإنسان، وبالذات في حدود انهيار مقولات إبعاد الدين وإزالته من حياة الناس، وازدياد حجم التدخل الديني في القضايا السياسية والفكرية والاجتماعية، وتحديدا في مجال ودوائر صناعة القرار الدولي، الذي يسعى إلى تغيير مسارات التاريخ، لكن التحدي يكمن في كيفية توفير الأمن في زمن صراع الحضارات· ويتطرق الملتقى إلى رصد ودراسة وقع الدراسات ”الإسلامولوجية” و”الاستشراق” التقليدي، في فهم العلاقة بين الإسلام والعنف· وسيكشف هذا الملف بالتحديد عن حجم الفرق الشاسع بين العالم الإسلامي والغرب، ويوضح مدى ”كسل النخب الإسلامية والعربية في دراسة الظواهر الحديثة في مستجدات اليوم· في السياق ذاته، يناقش المحور الثاني ملف الإسلام والإرهاب، وهي القضية التي تتطلب اليوم فك الاشتباك الفكري واللغوي والمفاهيمي بعد سنوات الصراعات الدامية التي يعرفها العالم اليوم، منذ أحداث سبتمبر ,2001 وازدحام القوى الدولية على مناطق النفوذ والاستثمارات الدولية، حيث سيتجاوب الملتقى مع ظاهرة ”الإسلاموفوبيا” والصورة النمطية للإسلام، والقضية التي تستغلها التيارات السياسية الغربية، وبالذات المحافظة منها، إلى جانب تلك التي تعمل على تأجيج الصراع الدولي مع العالم الإسلامي، وهي الصراعات التي يستفيد منها الغرب اقتصاديا وسياسيا وفكريا ونفسيا على وجه التحديد· كما سيفتح ملف الأمن الثقافي والمرجعية الوطنية، وهي من أكبر القضايا الخطيرة كون الأمر يتعلق بثنائية الانتماء للوطن، وكيفية تحقيق الأمن الثقافي في زمن تغيرت فيه مفاهيم الأمن وانقلبت فيه مرجعيات الانتماء، على ضوء تداعيات الثورات التكنولوجية والاتصالية·
من ناحية أخرى، سيعاد النظر في موضوع ”مستقبل الإسلام في أوروبا والمجتمعات الغربية” والكثير من القضايا المتعلقة بالجاليات العربية والإسلامية في الغرب، خصوصا بعدما فشلت السياسات الحكومية في ربط الجاليات بثقافتها الأصلية· أما المحور الثالث فيتناول ”الإسلام وقيم الحوار في عالم المتغيرات الطارئة”، بالإضافة إلى محاور أخرى تتطرق إلى تجفيف منابع التطرف والإرهاب·