قال إن الغرب يترصّد الحراك السياسي في الجزائر·· حذر الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، أحمد أويحيى، من الدعوات المنادية إلى مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة، وقال ”إن الأصوات المحرضة على مقاطعة انتخابات الربيع المقبل تسعى إلى مساعدة بعض الجهات التي يرعبها استقرار الجزائر”· واتهم أويحيى من وصفهم ب”البفارة” بالشروع في تهريب أموالهم إلى الخارج، دون أن يحدد هوية تلك الجهات أو الدوائر التي ينتمون إليها· ودعا أويحيى خلال كلمة له بمناسبة الذكرى ال 15 لتأسيس الأرندي من وهران، جميع أبناء التجمع الوطني الديمقراطي إلى الذهاب بقوة للمشاركة في انتخابات مايو، معتبرا هذه الأخيرة محطة تاريخية تمر بها البلاد، بالنظر إلى ما ستسفر عنه من مشاريع سياسية جوهرية تمثل مفصلا لعملية التغيير والإصلاح التي شرع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في تنفيذها منذ قرابة عام، في إشارة إلى التعديل الدستوري الذي سيجري مباشرة بعد تشريعيات ,2012 حسبما أكده المتحدث في ذات الخطاب· ووصف أويحيى خطاب رئيس الجمهورية الأخير بخصوص دعوة الهيئة الناخبة، بأنه ضمان حقيقي لنزاهة الانتخابات التشريعية المقبلة، بالنظر إلى الإجراءات الموازية التي اتخذت في سبيل تكريس هذا التوجه، مشيرا في هذا السياق إلى قانون الأحزاب الجديد الذي يتضمن حسبه نصوصا تسمح لجميع ممثلي الأحزاب السياسية بالمراقبة اللصيقة للعملية الانتخابية على مستوى كافة مراكز الاقتراع· وتساءل أويحيى الذي ستشرف حكومته على إجراء الانتخابات، عن خلفيات الدعوة التي أطلقتها بعض الأوساط من أجل مقاطعة الانتخابات البرلمانية، واصفا تلك الأحزاب بالتشكيلات التي لم يستطع مسؤولوها جمع عدد بسيط من المناضلين والأتباع في قاعة صغيرة· ولمح أحمد أويحيى إلى وجود ضغوط تمارسها دوائر أجنبية على الجزائر، وقال ”الدول الغربية تتابع كل الجزئيات المتعلقة بالانتخابات في الجزائر بدءا من عملية التحضير وصولا إلى إعلان النتائج”، كاشفا بهذا الخصوص أن عدد المراقبين الممثلين للهيئات الدولية ممن ستستقبلهم الجزائر لمتابعة سير العملية الانتخابية قد يتجاوز 500 مراقب أجنبي، وهو عامل يؤكد حسبه تواصل نشاط ترصد الدول الغربية لما يجري في الجزائر التي تشكل بالنسبة إليهم استثناء مقارنة بما جرى ويجري في بعض البلدان العربية· وبلهجة تهكمية، علق أمين عام الأرندي على المشهد العربي في ظل ما تعيشه عدد من الدول العربية من حراك ثوري بالقول، ”كل الشعوب العربية التي خرجت إلى الشارع وطالبت برحيل أنظمتها السياسية ورؤسائها وجدت نفسها في الأخير معزولة تماما ولم تصل إلى سدة الحكم الذي سيطرت عليه جهات أخرى ربما لم تشارك حتى في الانتفاضات”· من جهة أخرى، قال المتحدث إن فرنسا لا تزال تبكي على الجزائر وتحن إليها في تعليق على الإجراء المتخذ من قبل حكومة ساركوزي بخصوص تكريم ”الحركى” الجزائريين وكل من وقف إلى جانبها خلال ثورة التحرير· واعتبر أن هذا المشروع هو تمجيد للخونة ونقول لفرنسا ”لكم خونتكم ولنا شهداءنا”