أطلت في سماء الفضائيات العربية قناة جديدة تدعى ”قناة مسيحيي شمال إفريقيا” تبث عبر القمر المصري ”نيل سات” بتردد قوي جدا، ترافع لصالح ما تصفه ب”خلاص البشرية من العذاب والأزمات”، وتركز في خطابها الذي يعتمد على اللهجة المحلية الجزائرية واللغتين العربية والأمازيغية، على منطقة القبائل بوجه خاص· واللافت في الأمر أن القناة الجديدة وظفت كل إمكانياتها لجمع ”شهادات المتنصرين” من منطقة القبائل وحتى مناطق أخرى من الجزائر، حتى يعرضوا أمام المشاهدين دوافع ردتهم عن الدين الإسلامي، وحتى القيام ب”زيارات خاصة” لعائلات في المنطقة تنصر كافة أفرادها· وبثت القناة التي يبقى القائمون عليها ”مجهولين” سهرة أول أمس، حصة خاصة تحمل عنوان ”رسالة في لوحة” تظهر ”فنانا” يرسم ويحكي قصة اعتناقه للمسيحية مع خلفية موسيقية هادئة الغرض منها، مثلما هو واضح، التأثير على المتلقي بشكل أسهل· وقال هذا المتنصر، واسمه ”سمير”، إنه لم يجد حياته التي يرغب فيها في المجتمع المسلم، وكثير من أصدقائه دلوه على ”الخلاص” من خلال اعتناق المسيحية، مضيفا ”كنت مسلما·· لكن لم يكن ذلك كافيا بالنسبة لي·· لم أكن أشعر بالراحة النفسية·· حياتي معقدة كلها·· لم أرتح إلا في حياتي الجديدة”· والغريب في الأمر، أن هذا المتنصر اعترف بأنه كان يحفظ القرآن الكريم كاملا، وزعم أنه فتش فيه سطرا سطرا وآية فآية ولم يجد فيه ”الراحة”، في محاولة واضحة لضرب استقرار وعقيدة الجزائريين التي تستمد هويتها من العروبة والدين الإسلامي الحنيف الذي يتهافت عليه الأجانب يوميا ليعتنقوه· القناة تستغل ” أزمة الغاز والكهرباء”
يظهر من خلال القناة الجديدة التي تبث بصورة وصوت عاليي الدقة والوضوح، أن هناك توجها مدروسا يستهدف منطقة القبائل والجزائر عامة· وإن كان هذا الأمر ليس بالجديد في ظل الحملات التنصيرية المستمرة، وتصاعد النشاط ”الكنسي”، فإن أخطر ”السموم” التي تبثها القناة هو اشتغالها على الأزمة التي شهدتها مناطق عديدة من الجزائر خلال التقلبات الجوية الأخيرة· وهنا استغلت القناة الفرصة لبث ”الأكاذيب” ونقلت عن ”شاهد” متنصر حديثا قوله ”لم نجد سوى الكنيسة لتنجدنا بعد الأزمة التي عانينا منها والبرد الذي قاسيناه في حين تخلى عنا الآخرون”· وأكثر من ذلك، تفتح القناة نافذة يومية للحديث عن ”الفرق” بين القرآن الكريم و”الإنجيل”، وتلاوة آيات قرآنية وأخرى مما تصفه ب”الكتاب المقدس” لعرض كيفية تناول القضايا المختلفة في الإسلام والمسيحية، وهنا يبرز ”شاهد” آخر ويزعم أن المسيحية أكثر ديانة يشعر الإنسان فيها بكرامته وحريته، ويدعو ”إخوانه المواطنين”، وفق وصفه، إلى اعتناقها·
وبين هذا وذاك، تناولت العديد من التقارير ظاهرة التنصير في الجزائر، حيث أوردت صحيفة ”الرياض” السعودية قبل فترة مضمون تحقيقات قام بها ثلاثة باحثين جزائريين عن تزايد مريب لمعدلات التنصير في الجزائر·
وتظهر تلك التحقيقات أن الأمر لم تشهده البلاد قبل سنوات، حيث تشير الأرقام إلى عشرة آلاف شخص غالبيتهم من الشباب، بات يندفع يوميا للانضمام إلى المسيحية، في وقت يستغل دعاة التنصير الأوضاع الاجتماعية الصعبة لهؤلاء للاستحواذ على عقولهم· ونقلت الصحيفة عن الباحث جلال موسى قوله إن عدد الذين ارتدوا عن الإسلام بالجزائر واعتنقوا المسيحية يقدر ب 10 آلاف شخص، موضحا أن ”المسيحية البروتستانتية” تنامت القناعة لديها بضرورة التسويق للطروحات الاستعمارية، بما يجعل من النشاط التنصيري الحاصل خطرا جسيما على مستقبل ووحدة وكينونة الجزائر· وركز المتحدث، وفق تقرير الصحيفة السعودية على أن المنصرين يتحركون كيفما شاؤوا دون أدنى مراقبة حكومية، حيث كثفوا خلال السنوات الأخيرة من تحركاتهم التنصيرية مستهدفين أوساط الشباب بهدف إيجاد ما أسماه ”أقلية دينية تدافع عن حقوقها على غرار ما وقع في دول مجاورة”·
ويبدأ العمل التنصيري عن طريق العديد من ”الجمعيات الخيرية” التي تتظاهر بالوقاية من الخمر والمخدرات والدعوة إلى ”الأخلاق الحسنة”·
19 جمعية تنصيرية تنشط بمنطقة القبائل
يقول الباحث جلال موسى، وفق ذات المصدر، إنه يتم إدماج الشباب المتردد على المكتبات التابعة للكنائس، حيث يتم استقبالهم من قبل الرهبان وتزويدهم بالكتب والمجلات التنصيرية وبأشرطة ”فيديو” تحتوي حصصا بالأمازيغية حول ”فضائل المسيحية”· وتعد منطقة القبائل مرتعا خصبا للتبشير، إذ يلجأ الكثير من المنصرين القادمين من الغرب إلى منطقة القبائل الكبرى، مشيرا إلى تواجد 19 جمعية خيرية مسيحية تنشط بالقبائل، مع تسجيل متوسط المرتدين عن الدين الإسلامي بنحو 6 أفراد في اليوم·
ومن جهتهما، تعرضت الباحثتان سلاف رحموني ونسيمة رقيق في تحقيق أكاديمي معمق، إلى ظاهرة التنصير المسيحي بالجزائر مابين 2003 و,2005 حيث قرنتا التنصير الواقع، وفق تقرير ”الرياض”، ببنية الاستعمار الفرنسي الذي ظل يعمل على جذب الجزائريين إلى الدين المسيحي، وعاد لكي يبدل دين الجزائر بدين النصرانية، بتوظيف طرق حديثة، وأساليب جديدة· وتضمنّ التحقيق الذي استغرق عامين كاملين، عديد الحقائق عن الأعمال التنصيرية التي تقوم بها الكنائس المنتشرة عبر القطر الجزائري، بشكل مثير ومقلق·
”النيل سات” يغلق القنوات الإسلامية ويتساهل مع التبشرية
صار القمر الصناعي المصري ”نيل سات” فضاء لقنوات مسيحية تبشيرية كثيرة يفوق عددها العشرين، حيث تبث تلك القنوات ”مواد مسمومة” تستهدف العقيدة الإسلامية بكل حرية، في وقت شنت السلطات المصرية قبل وبعد سقوط نظام مبارك، حملة لإغلاق القنوات الإسلامية بدعوى عملها على ”زرع الفتنة” و”الفكر المتطرف”· وهنا كان وزير الإعلام السابق أنس الفقي قد أمر صراحة بقطع الإرسال عن 12 فضائية، أبرزها ”الرحمة” و”الحكمة”، فيما فوجئ المشاهدون بزيادة عدد القنوات المسيحية ”التنصيرية” إلى 10 قنوات تبث على ترددات قوية جدا· وجميع تلك القنوات تروج لمعتقدات تهاجم الديانة الإسلامية وتشكك في ثوابتها، لكسب مزيد من المتنصرين· ورغم ذلك لم يصل لأي منها أي قرار بالوقف أو حتى مجرد إنذار· وعندما اشتكي المشاهدون من هذا الأمر زعمت إدارة ”النايل سات” أنها لا تتدخل في محتويات البث من باب ”احترام التعددية”، لكنها تؤجر مساحات فقط، على الرغم من إغلاقها العديد من القنوات الإسلامية بحجة الاعتراض على محتوى ما تبثه في الوقت الذي تسمح فيه بزيادة عدد الفضائيات التبشيرية· وفي محاولة من الكنيسة للظهور بمظهر ”المهدئ”، روج ”البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية”، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية” لقيامه بمراجعة مواد الفضائيات المسيحية، التي تبث ترددها علي القمر الصناعي المصري ”نايل سات” خشية أن يكون مصيرها نفس مصير القنوات الإسلامية، على الرغم من بثها مواد تنصيرية ليل نهار·
وكان وزير الإعلام السابق أعلن في حيثيات قراره لوقف القنوات الإسلامية تعرضها للأديان السماوية والعقائد والترويج للدجل والشعوذة والخرافة، وهي قنوات ”صفا” و”آيات” و”الأثر”· واشترط الوزير للتراجع عن قرارات الإغلاق ”المؤقتة” حينها، ألا تتعدى نسبة البرامج الإسلامية في القناة لا تتعدى 50 بالمائة من خريطة القناة وعدم طرح فتاوى للجمهور، وعرض دراما سواء فيلم أو أغنية أو مسرحية، والاستعانة بالعنصر النسوي صوتا وصورة، وإدخال المؤثرات الموسيقية وعدم التعرض للمذهب الشيعي ومنع المواد التي تثير الفتنة وتنشر ”التشدد”، بدون تعريف محدد للتشدد أو الفتنة، بالإضافة إلى عدم التعرض للمسيحيين بأي شكل من الأشكال، وعدم التحدث عن الطب البديل أيضا·
للقنوات التبشرية كامل ”الصلاحيات”
ويأتي كل ما سبق في الوقت الذي تخالف القنوات المسيحية ما سبق تماما، فعلى سبيل المثال قناة ”سات ”7 التي تبث برامجها من قبرص بدأت بالبث لمدة ساعتين عام 1995 وفي عام 2004 أخذت تبث 24 ساعة· وحسب القائمين عليها فإن عدد مشاهديها بلغ ما بين 5.1 و2 مليون مشاهد، وهى من أشرس القنوات العربية التنصيرية بسبب برامجها التي تسيئ مباشرة للإسلام منذ إطلاقها، حيث قدم فيها ”القس زكريا بطرس” برنامجه من مائة حلقة ”حوار الحق” وشكك في كل شيء عن الإسلام· كما عرضت قبل ذلك برنامجه ”سؤال جرئ” الذي استغله للتطاول علي القرآن مخصصا ثلاثين حلقة للتطاول عليه و41 حلقة للتطاول على السنة النبوية الشريفة وووصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بكلمة مسيئة جدا، والتطاول على زوجاته أمهات المؤمنين، ووصل الأمر به إلى التشكيك في نسب سيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم·
التبشير بداعي الوطنية!
من بين قنوات ”النيل سات” التي تبث بحرية أيضا، قناة ”نورسات”، وهي قناة تنصيرية تبث من لبنان وتتستر وراء الوطنية وتعمل على التبشير ب”عودة المسيح”· ويشرف على هذه القناة مجلس ”البطاركة” في لبنان، بينما تتحدث قناة ”المعجزة” عن معجزات المسيح عليه السلام، والتي تدعي بأنها تدعو للتسامح بين الأديان، لكن هناك برامج كلها تتطاول على الإسلام·
أما قناة ”الكرمة” فتبث برامجها من الولاياتالمتحدة وتمول من الكنائس وكانت تبث عبر القمر الأمريكى ”إنتلسات”، وهي تعرض برامج مسيئة للإسلام والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وصاحب تلك القناة مصري مقيم بالولاياتالمتحدة يدعى عادل سلامة، وهو مقرّب من القيادات الكنسية في مصر، ويحرص على بث ”عظات شنودة الثالث” و”القس مكاري يونان” بجوار البرامج المسيئة للإسلام·
تخصص عائداته لصالح الأطفال المصابين بمشاركة ست فرق
الجمعية الفنية ”الضاوية” تقيم حفلا لمرضى السرطان
تنظم الجمعية الفنية ”الضاوية” حفلا خيريا مساء السبت المقبل بقاعة ”ابن زيدون” بالعاصمة، تحييه ست فرق موسيقية أبرزها ”ديوان البهجة” و”فريك واين” و”أزمات”، وذلك لصالح الأطفال المصابين بداء السرطان، وبتذكرة دخول قيمتها 30 دينار جزائري· ويتوجه ريع هذا الحفل الذي ينظم بالتنسيق مع المجلة الثقافية الالكترونية ”باب الدار دوت كوم” وبالتعاون مع وزارة الثقافة والوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، وفق تصريحات المنظمين ل”البلاد”، لصالح هؤلاء المرضى من خلال تشييد فضاء تسلية خاص بهم بإحدى مستشفيات العاصمة· ويضم هذا الفضاء مساحات للعب والتسلية وأماكن للمطالعة وأخرى للانترنت· حسناء شعير
مستشار وزير الشؤون الدينية عدة فلاحي:
هذه القنوات لا تقلقنا·· وهدفها التشويش على الانتخابات
قال مستشار وزير الشؤون الدينية والأوقاف عدة فلاحي في تصريحات ل”البلاد” تعليقا على الموضوع، إن تخصيص قناة فضائية تستهدف منطقة القبائل والجزائريين عامة في عقيدتهم الإسلامية، ليس بالأمر الجديد، ولكنه استمرار لمسلسل الهجمات الشرسة التي تعمل على الإساءة للدين الإسلامي وإبعاد الناس عن دينهم الحنيف· وقال محدثنا ”بالنسبة لنا في وزارة الشؤون الدينية، فالأمر لا يقلقنا بتاتا وتعودنا على مثل هذه الحملات·· ونحن نعمل على التصدي لها بكافة جهودنا، ومنطقة القبائل بها معهد لتكوين الأئمة، والعديد من الشخصيات الدينية هي من منطقة القبائل وتقوم بدورها في التوعية والإرشاد”· وأوضح محدثنا ”رغم هذا لسنا غافلين عن الأمر·· نحن على دراية تامة بما يحصل ونحارب ظاهرة التنصير من خلال إعطاء مساحة كبيرة للإعلام الديني بكافة أشكاله وقنواته حتى يقوم بدوره في مواجهة هذه الممارسات”· ووضع فلاحي بروز القناة الجديدة ”مسيحيي شمال إفريقيا” في إطار المحاولات المتكررة لاستهداف الدين الإسلامي في الجزائر عامة، ومنطقة القبائل بصفة أخص من خلال ابتكار أساليب جديدة في كل مرة”، مضيفا ”طبعا هم يستغلون الآن المرحلة الحساسة التي تشهدها الجزائر المقبلة على الانتخابات·· وثورات الربيع العربي·· كل ذلك لمجرد التشويش على استقرار البلاد فقط”، على حد تعبيره