كشف رئيس مجلس ثوار طرابلس عبد الله ناكر عن اتصالات أجراها معه بعض المسؤولين الأمريكيين بخصوص رئيس الاستخبارات في عهد النظام السابق عبد الله السنوسي الذي أكد مجددا أنه في قبضته· وقال ناكر، في مقابلة أجرتها معه قناة ليبيا الحكومية ليلة أول أمس، إن مسؤولين أمريكيين أجروا معه اتصالات بشأن رئيس الاستخبارات الليبي السابق عبد الله السنوسي· وجدّد ناكر التأكيد على أن السنوسي المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، موجود في قبضة الثوار، غير أنه رفض بشدة الكشف عن مكانه كما رفض تسليمه للحكومة· وأكد في هذا الشأن أن ”الأمريكيين أنفسهم يعرفون هذا”، في إشارة إلى أن السنوسي في قبضته· وأرجع ناكر عدم إظهار أي صور للسنوسي وهو في قبضة الثوار، أو تسليمه إلى الحكومة، إلى ”خطورة الأسرار والمعلومات التي يحملها هذا الشخص” والتي قال إنه لو كشف عنها فإن ليبيا ستدفع ثمنا غاليا من ثروتها مقابل ذلك· ولتأكيد القبض على السنوسي من قبل الثوار، تحدى ناكر أن يظهر السنوسي في أي مكان أو عبر الوسائل الإعلامية، مؤكدا على أنه سيتم إظهاره للعلن بعد الانتهاء من التحقيقات معه ”وفي وقت قريبا جدا”· واختفى عبد الله السنوسي الذي يوصف بأنه الشخصية القوية والمؤثرة في نظام العقيد الراحل معمر القذافي، عن الأنظار منذ تحرير العاصمة طرابلس، وتجمع المصادر المختلفة بأنه فر باتجاه إحدى الدول المجاورة لليبيا· وكان السنوسي يمثل القوة الضاربة للقذافي، وهو متهم بتنفيذ ما يعرف ب”مذبحة سجن أبو سليم” التي راح ضحيتها أكثر من ألف سجين· وفي الأثناء، أعرب المجلس الانتقالي أمس، عن أسفه العميق لتعرض بعض الأشخاص لقبور رعايا بعض الدول في مدينة بنغازي· ونقلت وكالة الأنباء الليبية عن الناطق الرسمي باسم المجلس محمد الحريزي، قوله في بيان إن الاعتداء على قبور رعايا بعض الدول في مدينة بنغازي يتنافي مع تعاليم الشريعة الإسلامية، متعهداً بالتصدي لمثل هذه الظاهرة وملاحقة الفاعلين وفق القوانين الليبية التي أكد بأنها تجرم مثل هذه الأفعال· ولفت الحريزي إلى أن تلك الممارسات لا تعبّر على الرأي العام المحلي والرسمي لمنافاتها الأخلاق الإسلامية التي تحث على احترام الأديان والمعتقدات· وكان المجلس الإنتقالي الليبي قال إنه تلقى معلومات تشير إلى أن عدداً من الأشخاص قاموا بالاعتداء على قبور رعايا بعض الدول الأجنبية في مدينة بنغازي ومن بين تلك الدول بريطانيا وإيطاليا· كما قامت مجموعات من الشباب المحسوبين على ”المتشددين”، خلال الفترات الماضية بنبش القبور وتحطيم الأضرحة معتبرين إياها بدعة لا علاقة للدين الإسلامي بها· من ناحية أخرى، حذرت حكومة النيجر مواطنيها من السفر إلى ليبيا خشية استهدافهم من جانب الميلشيات المنتشرة هناك في وقت يتصاعد فيه التوتر بين البلدين الجارين بسبب رفض النيجر تسليم الساعدي القذافي· وقالت الحكومة إن اثنين من مواطني النيجر قتلا وأصيب 11 في ال 24 فيفري الجاري في ليبيا عندما انقلبت السيارة التي كانت تقلهم خلال مطاردة في الصحراء في احدث واقعة يعتقد أنها ضمن هجمات تستهدف المهاجرين من النيجر في ليبيا·