على الرغم من أن تجمع ملعب 20أوت عصر الخميس الماضي كان وقوفا عند ذكرى وفاة مؤسس حمس، إلا أن الحضور الكاسح تحول إلى ''مبايعة'' من نوع خاص لقيادة الحركة بوجه ''التململ'' الحاصل منذ انشقاق جماعة مناصرة. أوصى رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، مناضلي حزبه بضرورة فرض الشراكة السياسية القاعدية، عن طريق الانتشار الذي تصبح بفضله الحركة ''مفتاحا لكل شيء''، معتبرا تجسيد الشراكة السياسية ''يتم قاعديا أولا ثم فوقيا''. وأظهر سلطاني ''امتعاضا'' من عدم تجسيد الشراكة السياسية التي دعا إليها قبل مدة والمتمثلة في ترقية التحالف الرئاسي إلى شراكة سياسية. وقال، خلال عرضه للتوصيات الختامية للملتقى السادس للشيخ نحناح أمس بزرالدة، إن ''الشراكة السياسية تحدثنا عنها لكن لم تتجسد في الواقع و لم تتحرك على المستوى الرئاسي''. ومن التوصيات التي خرج بها الملتقى وأصبحت قناعة على حد تعبير سلطاني ''فتح أبواب الحركة لكل من هو نظيف وصاحب فكر نظيف''. كما راهن على ضرورة استقطاب العنصر النسوي، و قال في هذا الصدد: ''هناك 17مليون امرأة، لو أن حزبا فتح أبوابه لنصف أو ربع هذا العدد، لن يقف في وجوهكم أحد، وبالإمكان أن يقول للرئيس والوزير ربي يسهل''. وأوصى سلطاني بضرورة ربط التأهيل السياسي بالتكوين التربوي والاعتصام بالشرع من أجل الخروج من ''وهم الاستغلال''، لكن لاضير أن يستغل الواحد من أجل الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وحث سلطاني في التوصية الأخيرة، الالتفات إلى المستقبل مع طوي صفحة الماضي بخيرها وشرها. ولأن شعار الملتقى هذه السنة كان ''المواطنة والحقوق السياسية للمرأة''، فقد عرج سلطاني على المادة 31من الدستور والمتعلقة بترقية حقوق المرأة، حيث أكد على ضرورة تنزيل المادة تلك إلى الميدان من أجل التطبيق، وأن لا تبقى في الدستور حيث قال: ''النصوص ليست شيئا كبيرا إذا لم تنزل إلى الميدان''. وشدد في ذات السياق على أن ''المحاصصة السياسية قد تكون مسألة انتقالية نقبل بها ثم تأتي حقبة الحقوق والواجبات''. في إشارة إلى الارتقاء بالحركة إلى حقها من المناصب في الدولة، كما كشف كذلك اقتراحا تقدم به يتمثل في تشكيل لجنة وطنية عليا للحقوق السياسية للمرأة. وحول المرأة، أورد سلطاني خمس ملاحظات تمخضت عن المناقشة التي تخللت فعاليات الملتقى في ترقية حقوق المرأة بحاجة إلى تثمين ما هو موجود والبحث عما هو مفقود، وإن الصراع السياسي موجود في العقول فقط، مع تأهيل الواقع السياسي المتشبع بالفساد والظلم والظلمة والاختراقات، مع العمل على تحريك الوعاء الانتخابي النائم بالخصوص. كما كانت الفرصة سانحة لسلطاني، الذي وجه التحية لمن حضر التجمع في ملعب 20أوت يوم الخميس وقال ''كنا ننتظر حضور 15ألف، لكننا فوجئنا ب 25ألف، وبهذا العدد لن تهزموا من قلة''. يذكر أن مشروع البيان الختامي الذي تلي، تضمن 8 نقاط تمحورت خصوصا حول المرأة والمادة 13 من الدستور، مع الدعوة إلى ترقية المصالحة إلى عفو شامل، وإدانة العملية الإرهابية ببرج بوعريريج، والإشادة بملتقى الشيخ نحناح، الذي أثبت التمسك بمؤسسات الحركة وتثمين موقف الدولة الجزائرية حيال القضايا العادلة.