يتواجد مختار بلمختار الشهير ب”الأعور”، في الأراضي الليبية منذ أسابيع في زيارة تشمل بعض المناطق التي يتمركز فيها ”مسلحون” خارجون عن سلطة المجلس الانتقالي الليبي بغرض التفاوض على تزويد تنظيم ”القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” بأسلحة ثقيلة وصواريخ· ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أمس عن مصدرين أمنيين ماليين قولهما إن ”الأعور” يتواجد فعلا في ليبيا بغرض التزود بالأسلحة· وأوضح مصدر أمني مالي طالبا عدم كشف اسمه في تصريحات للوكالة الفرنسية من العاصمة المالية باماكو ”مختار بلمختار، أحد قادة القاعدة في المغرب الإسلامي، موجود منذ بضعة أسابيع في ليبيا للتزود بالأسلحة·· وهذا دليل جديد على أن الإرهابيين يسعون حتما إلى إقامة شبكة كاملة بين الساحل والصحراء”· ونقلت الوكالة عن مصدر أمني مالي آخر قوله إن هذه المعلومات مؤكدة، متحدثا عن إقامة مستمرة منذ بضعة أسابيع، وأوضح أن مالي تلقت معلومات من ”بلدان صديقة في إطار التعاون في مجال الأمن”· وأضاف المصدر المالي ”بلمختار موجود في ليبيا، ما يؤكد أن القاعدة في المغرب الإسلامي تريد توسيع شبكتها”· ويعتبر مختار بلمختار أحد أبرز ناشطي تنظيم ”القاعدة في المغرب الإسلامي” الذي ينشط في منطقة واسعة تضم بلدانا عدة من منطقة الساحل الإفريقي بينها النيجر والجزائر وموريتانيا ومالي، حيث يقوم بهجمات وعمليات خطف تستهدف خصوصا غربيين، بالإضافة إلى عمليات تهريب مختلفة· وفي الأثناء، تم الكشف عن وثيقة حكومية من قبل موقع ”ميديابارت” للتحقيقات، تتحدث عن زيارات متعددة أجراها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى ليبيا، بهدف تأمين تمويل الحملة الانتخابية التي جاءت به إلى الرئاسة· وأشارت الوثيقة إلى أن إحدى هذه الزيارات، التي ذكرها الموقع بتاريخ 6 أكتوبر ,2005 أدت إلى تأمين تمويل حملة ساركوزي الانتخابية بشكل كامل· وأوضح الموقع أن ساركوزي تلقى ما يصل إلى 42 مليون جنيه إسترليني من العقيد الليبي الراحل معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية لرئاسة فرنسا سنة ·2007 ويقال إن الدليل الاستثنائي أصبح علنيا في باريس لإثبات أن الحليفين الوثيقين السابقين كان لديهما ترتيب مالي غير قانوني دفع بساركوزي إلى السلطة· وفي ذلك الوقت، كان ساركوزي في منصب وزير الداخلية وكان طموحا يجمع المال لحملته الانتخابية الرئاسية، حتى وإن كلّفه الأمر الحصول على المال من طاغية سيء السمعة ينتهك قوانين التمويل السياسي · وأشارت صحيفة ”تليغراف” البريطانية في عددها الصادر أمس إلى أن الكشف عن هذه الوثيقة يثبت ما ورد على لسان نجل القذافي وولي عهده السابق سيف الإسلام القذافي، العام الماضي، عندما قال بوضوح إن ليبيا مولت انتخاب ساركوزي· وقال سيف الإسلام ”يتعين على ساركوزي أن يعيد أولا الأموال التي أخذها من ليبيا لتمويل حملته الانتخابية، لقد مولناها، لدينا كل التفاصيل ونحن مستعدون للكشف عن كل شيء”· ورغم هذا، سارع ساركوزي بغضب إلى نفي حصوله على أي أموال من القذافي· وردا على سؤال لإحدى الصحفيات عن التقرير على شاشة ”تي آف ,”1 قال ساركوزي بغضب ”إذا كان القذافي مولني فأنا لم أكن حافظا للجميل”· من ناحية أخرى، أكد بشير الكبتي المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين بليبيا أن جماعته لا تطمع بالتفرد أو الاستئثار بالسلطة وإنما تطمح للفوز بها مع غيرها من أبناء ليبيا الشرفاء، نافيا تبعية جماعته أو حصولها على أي دعم من قطر أو الولايات المتحدة·
ونفى الكبتي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية أن تكون جماعته قد خالفت قرارتها السابقة بعدم تأسيس حزب سياسي خاص بها، مضيفا ”حزب العدالة والبناء الذي أعلن تأسيسه مؤخرا هو حزب سياسي وطني ذو مرجعية إسلامية، ولا يعتبر كما يتردد الذراع السياسي لإخوان ليبيا لأن من دخله من الجماعة دخلوه كأفراد يمثلون أنفسهم لا الجماعة”·