الجبالي: تونس لن تستقبل الأسد وسأسلمه للمحاكمة إذا التقيت به تشير العديد من المعطيات إلى تحول تدريجي في الموقف الروسي حيال الأزمة السورية، حيث انتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، الرئيس السوري بشار الأسد بسبب ”التأخير الكبير” في تطبيق الإصلاحات لإنهاء الأزمة في البلد الحليف لروسيا· وأعلن لافروف خلال جلسة أسئلة وأجوبة في البرلمان الروسي ”الدوما”، أن نظام الأسد اعتمد إصلاحات جيدة من شأنها تجديد النظام والانفتاح على التعددية، ولكن ذلك تأخر كثيرا· وأضاف متأسفا لأن كل النصائح التي تقدمت بها روسيا، لم تطبق حتى الآن وفي الوقت اللازم· كما حذر من أن يأتي اقتراح بدء الحوار الوطني متأخرا أيضا، في وقت تتقدم فيه المقاومة المسلحة ميدانيا، موضحا أن هذا الوضع يمكن أن يبتلع الجميع· وأكد لافروف أن الهدف الأساس هو تحقيق السلام في سوريا، وإنقاذ الأرواح وتفادي انفجار طائفي في منطقة الشرق الأوسط، موضحا أن موسكو تملك القدرة على التأثير على نظام الأسد· وقال لافروف ”إننا لا ندافع عن النظام بل عن الحق، عن حق السوريين السيادي في تقرير خيارهم بأنفسهم بطريقة ديمقراطية”· وفي الأثناء، قال رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي إن ”تونس لن تستقبل الرئيس السوري بشار الأسد إذا ما غادر بلاده”، وذلك خلافا لما أدلى به الرئيس التونسي المنصف المرزوقي· وأوضح في تصريحات من برلين قبيل لقائه بالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنه ”يحترم المرزوقي لكنه لا يرغب في رؤية الأسد بيننا”، مشيرا إلى أنه ”إذا ما التقى به، فسيسلمه إلى الشعب السوري لمحاكمته”· واعتبر المتحدث أن ”فكرة التدخل العسكري في سوريا في الوقت الراهن هي جنون خالص لأنها لن تؤدي إلا إلى صب الزيت على النار وتوفر للأسد الذريعة التي يبحث عنها لترك جيشه يتصرف بمزيد من القسوة”· من ناحية أخرى، عصفت الخلافات من جديد بالمعارضة السورية، في وقت يستعد فيه مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي عنان للكشف عن مضمون الرد السوري على مقترحات لحل الأزمة في البلاد· ويفترض أن يكشف عنان عن الرد السوري على مقترحاته التي قدمها لدمشق السبت الماضي، حيث يعتقد أنه قدم مطالب تشمل وقفا فوريا للعنف وفتح الطرق أمام القوافل الإنسانية ومحاورة المعارضة، وفق تصريحات أدلى بها في أنقرة قبل يومين ممثلون عن المجلس الوطني السوري بزعامة برهان غليون· وقال غليون بعد الاجتماع إن السوريين ”في سباق مع الوقت” لتحقيق حل سياسي ودبلوماسي، لكنه حذر من أن بعض الدول ستنفذ وعودها بتسليح المعارضة إذا أصر نظام الأسد على مواقفه، داعيا لعقوبات ”حقيقية” على هذا النظام، مضيفا أن ”الجيش السوري يقتل المواطنين عيانا بيانا·· إذا لم يوقف النظام السوري العنف ضد شعبه فسوف نضطر لفرض عقوبات قاسية· سوريا وصلت إلى منعطف خطير”· ونقلت مصادر متطابقة عن عنان قوله إن المعارضة وافقت على وقف العنف والسماح بممرات إنسانية، لكن عنان لم يفصح عما إذا كانت قبلت مبدأ الحوار· وفي خضم هذا التحرك، عانت المعارضة السورية من جديد من الخلافات والانقسامات، حين قدم ثلاثة من أعضاء المجلس الوطني السوري استقالاتهم قائلين إنهم كانوا يأملون أن يكون دور المعارضة السياسية في الخارج أكثر فعالية في دعم الثورة السورية· وقال عضو بالمجلس المعارض، رفض الإفصاح عن اسمه، إن الأعضاء الثلاثة المستقيلين، هيثم المالح وكمال اللبواني وكاثرين التل، بالإضافة إلى ثمانين عضوا من أعضائه البالغ عددهم 270 يعتزمون تشكيل جماعة معارضة جديدة تركز على تسليح مقاتلي المعارضة· وبرر المالح، القاضي السابق والمعارض منذ فترة طويلة لحكم أسرة الأسد وعضو بالمجلس التنفيذي للمجلس، استقالته بالقول إن المجلس ”يموج بالفوضى بسبب غياب الوضوح بشأن ما يمكن أن ينجزه حاليا·· والمجلس لم يحقق تقدما يذكر في العمل على تسليح المعارضين”· كما أكد المالح أنه سمع الكثير من الشكاوى بشأن الشفافية في عمل المجلس الوطني، وشعر بأن مواصلته العمل خارج المجلس ستكون أكثر فاعلية وفائدة للشعب السوري·