ما يزال المجتمع الدولي مترددا في طريقة تعامله مع الأزمة السورية، فيما تتزايد تحذيرات المنظمات الإنسانية من خطورة الأوضاع في المناطق المنكوبة، حيث ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي أنها لم تتمكن إلى حد الآن من تقديم المساعدة اللازمة للمتضررين من أعمال العنف الحاصلة بسبب الاشتباكات بين قوات الجيش السوري النظامي والجيش الحر المنشق. عادت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، للتأكيد على أن فكرة تسليح المعارضة السورية في الوقت الحالي ليست مجدية، في إشارة إلى أن الإدارة الأمريكية أبدت مخاوف جدية من احتمال استفادة جماعات منتمية للقاعدة أو حماس من السلاح: ''نحن لا نعلم في الحقيقة من هي الجهة التي نسلحها''، مؤكدة في ذات السياق أن الوضع يختلف جذريا في سوريا عمّا حدث في ليبيا، في إشارة إلى انقسام المعارضة. وأوضح أن الأوضاع في سوريا تتجه نحو الحرب الأهلية: ''أعتقد أن هناك احتمالا لنشوب حرب أهلية والتدخل الخارجي لن يمنع ذلك، بل سيعجل به على الأرجح''. وبهذا الخصوص، أعلنت مجموعة من الشخصيات المعارضة السورية المعروفة والمنتمية سابقا للمجلس الوطني السوري، انفصالها عن المجلس وتشكيلها منظمة معارضة بقيادة المعارض المعروف، هيثم المالح، قال عنها كمال اللبواني، أحد المؤسسين، إن ''المنظمة تختلف في الآليات عن المجلس الوطني السوري، نحن نتعامل مع الحراك في الداخل، في حين أن المجلس يراهن على التدخل الأجنبي''، مشيرا إلى أن المنظمة ستكون أقرب من الجيش الحر المنشق، في تأكيد على أن الإطاحة بالنظام السوري لن ''تكون إلا بالقوة''. للتذكير، فإن المجلس الوطني السوري لطالما تمسك بفكرة سلمية الثورة، فيما يرى المؤسسون للمنظمة الجديدة بعدم جدوى مبدأ السلمية في الوقت الذي يستمر قصف جيش النظام، على حد تعبير اللبواني. ويلتقي هذا الطرح مع الدعوة القطرية لتسليح المعارضة. ميدانيا، أعلنت الحكومة السورية عن نتيجة الاستفتاء على الدستور الجديد، الذي يفتح المجال أمام التعددية الحزبية ويلغي هيمنة حزب البعث على الحياة السياسية في البلاد، حيث لم تخالف النتيجة التوقعات، وجاءت بالغالبية لصالح التعديلات التي أعلن عنها الرئيس الأسد بنسبة 5,89 بالمائة، فيما يستمر الجيش السوري الرسمي في تطويق مدينة حمص التي تشهد اشتباكات، تقول عنها المنظمات الإنسانية إنها خلفت أوضاعا إنسانية كارثية بالنسبة للمدنيين العالقين في المدينة.