لا تزال سياسة انغلاق الإدارة على وسائل الإعلام سائدة في العرف، وقد تكون قائمة بحكم التقادم أيضا. وإذا كانت الأحزاب والحكومات تخاطب الرأي العام بواسطة الوسائط الإعلامية المختلفة، فإن الإدارة عندنا لا تزال تمانع في صب المعلومات والأرقام والتوضيحات لدرجة أن الحكومة تفتقد لناطق رسمي باسمها، رغم الحراك الدائر في الداخل والخارج. وهذا أمر يجرنا للحديث عن مدى مواكبة الحكومة والطبقة السياسية لتطورات استخدام الوسائط الإعلامية الحديثة حتى لانقول قدرتها على الاستخدام، وقد لاحظنا كيف يقبل القادة والزعماء في الدول الكبرى على مخاطبة الجمهور بواسطة «التويتر والفايسبوك وغوغل بلوس واليوتيب» وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعي، ونتابع في الوقت الحالي كيف يخاطب الحالمين بخوض غمار الرئاسيات الأمريكية، الرأي العام في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بل حتى سكان نفس الشارع الذي يعبرونه معا بتلك الوسائط دون عقدة ولا مبالغة ولا تعال ولا خوف، بل وأحيانا يفتحون خطوط التواصل السمعي البصري مع المواطنين للرد على تساؤلاتهم، وهو الأمر الذي نفتقده في مسؤولينا ولدى الساسة والأحزاب، لدرجة أن غالبية هؤلاء المسؤولين أو السياسيين لا يملكون حواسيب شخصية ولا أدوات اتصال لاسلكية للأنترنيت، رغم ذلك يتحدث هؤلاء عن التواصل، وعن الشباب والتشبيب، وعن التكنولوجيا وثورتها وأبعادها ودلالاتها ومخاطرها.. لكن ألا يقول المثل العربي فاقد الشيئ لا يعطيه؟