الحكومة التي أعلنت حالة الطوارئ واستنفرت أجهزتها لمحاصرة حالة الأنفلونزا الخنزيرية التي تم اكتشافها بمطار هواري بومدين وقدمتها على أساس أنها الموت القادم من أمريكا، كان يمكنها أن تستثمر في الاكتشاف وتستغله كإنجاز، تم تحت فخامة سامية ما، وبفضله (أي الإنجاز) عادت الجزائر كدولة مؤثرة ومتأثرة سواء من خلال ''كرة قدم'' صنعت حدثنا هذه الأيام أو عبر أنفلونزا ''خنزير'' بوأتنا مكانة بين الأمم، بعدما أعادت لنا أقدام ''سعدان'' سطوعنا الكوني، لتهبنا حالة الأنفلونزا المكتشفة نعمة، أننا جزء لا يتجزأ من الأنفلونزا العالمية.. بإعتراف حكومي ورسمي، فإنه لا خوف علينا من الأنفلونزا، كما لا خوف علينا من أزمة الاقتصاد العالمي، فنحن بلد عظيم بالوراثة، والأيام أثبتت أننا ما عجزنا يوما عن التأقلم مع أي ظرف كوني، فحتى داء السكري المزمن عثرنا مؤخرا على دوائه ببادية في غليزان، بعدما اكتشف فلاح أمي أنه في بطن ''تيسه'' أو ''عتروسه'' توجد معجزة العلاج، ليتدافع المرضى على ضرع ''عتروس'' يدر حليبا، أذيع بأنه يقي ويعالج كافة الأوبئة والأمراض المستعصية.. بين حالة الأنفلونزا التي أدخلتنا العالمية من بابها الوبائي، وقصة عجوز سيدي بلعباس الذي رمى نفسه من أعلى طابق بالمستشفى الذي أجريت له فيه عملية جراحية ناجحة، ليغادر الحياة ومعه سر الأنفلونزا التي نحرته، يحق للحكومة أن تستنسخ لها من ''عتروس'' غليزان آلاف النسخ، لتحارب الخنازير بحليب التيوس العجيب، وتنقذ البلاد من أمراض وأنفلو