اقتحم وزير الأمن الداخلي الصهيوني صباح أمس الثلاثاء ساحات المسجد الأقصى المبارك، وبصحبته عشرات الضباط من قوات الاحتلال الصهيونية.وذكر شهود عيان أن الوزير تجوّل برفقة قوات الشرطة ومسؤولين آخرين في ساحات الأقصى والجامع القبلي المسقوف والمصلى المرواني ومسجد قبة الصخرة. وقد فرضت شرطة الاحتلال طوقًا مشددًا على محيط تجوال الوزير ومنعت أيّ فلسطيني من الاقتراب منه. وردًا على تك الخطوة الاستفزازية حذرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث من تداعيات اقتحام وزير الشرطة الصهيونية للمسجد الأقصى المبارك. وقالت المؤسسة إن هذه الزيارة تدل على أن السلطات الصهيونية باتت أكثر استهدافًا للمسجد الأقصى، وأكدت أن هذه الزيارة تشكل دليلاً واضحًا على المخططات التهويدية التي يسعى الاحتلال لتنفيذها في محيط المسجد الأقصى. وفي سياق متصل سجّل الشيخ الدكتور عكرمة سعيد صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصى المبارك استنكاره لإطلاق بعض رجال دين يهود مؤخرًا مشروعًا يرمي لاقتسام المواقع المقدسة في مدينة القدس، بما فيها المسجد الأقصى المبارك. وقال الشيخ صبري: ''الحاخامات اليهود يعتقدون أن المسلمين بنوا الحرم القدسي ومسجد قبة الصخرة في القرن السابع الميلادي على موقع المعبد الذي يسمّى لديهم بجبل الهيكل''. وأوضح أن هذا المخطط جاء امتدادًا لسلسة الحفريات والتنقيب الصهيونية تحت المسجد الأقصى، وتصعيدًا لانتهاكات الجماعات اليهودية المتطرفة لأبوابه وساحاته وأداء شعائرهم التلمودية فيها خلال العقود السابقة. وأكد الشيخ صبري أنه لا يملك أحد المساومة أو التنازل عن أيّ شبر من المسجد الأقصى المبارك، وقال: ''كل من يقبل بذلك يعتبر خائنًا لله ولرسوله ولدينه ولوطنه، لأنها أمانة تتوارثها الأجيال عبر الزمان''. وحثّ الشيخ عكرمة صبري كافة الدول العربية والإسلامية لتحمل مسئولياتها، وتوحيد مواقفها لحماية المسجد الأقصى المبارك من المؤامرات التي تهدده. من جهة ثانية كشفت مصادر مصرية مطلعة أن مباحثات الرئيس المصري حسني مبارك الأخيرة مع وزير الحرب الصهيوني، إيهود باراك بالقاهرة، وضعت اللمسات الأخيرة لصفقة الجندي الصهيوني الأسير جلعاد شاليط. وأكدت المصادر، وفق ما أوردته صحيفة ''المصري اليوم''، أن وفدًا أمنيًا مصريًا سيتوجه إلى غزة، لبحث الترتيبات الأمنية لتسلم شاليط ونقله إلى مصر. وقالت: ''إن الصفقة تقضى بأنه عقب إعلان القاهرة عن تسلّم شاليط، فإن الكيان الصهيوني سوف يقوم بالإفراج الفوري عن عدد يصل إلى 150أسيرًا فلسطينيًا، ومن ثم يجرى الانتقال إلى المرحلة الثانية في الصفقة بعد أن يتم نقل شاليط من مصر إلى الكيان الصهيوني، وبضمانة مصرية تقوم إسرائيل بالإفراج عن أكثر من 450أسيرًا فلسطينيًا، وتنتهي الصفقة في مرحلتها الثالثة بإطلاق الدفعة الأخيرة من الأسرى الفلسطينيين ليصل عددهم إلى أكثر من 1000أسير فلسطيني''. وقالت المصادر إن القاهرة حصلت من رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل أثناء زيارته، الأسبوع الماضي، لمصر على ضوء أخضر للتقدم في عملية إتمام صفقة تبادل الأسرى.