في الوقت الذي أدان فيه تقرير غولدستون ذو الجذور اليهودية، إسرائيل على ارتكابها جرائم حرب خلال عدوانها الأخير على غزة ، ومطالبة العديد من الدول، بجر قادتها إلى المحكمة الدولية ومعاقبتهم كمجرمي حرب، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس في اعتداء آخر على المصلين الفلسطينيين، حيث أسفر هذا الاعتداء عن سقوط عدد من الجرحى في صفوف المصليين الذين حاولوا التصدي لقوات الاحتلال التي اعتقلت العديد منهم، كما انتشرت قوات أخرى محاصرة المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، في محاولة منها لاعتقال المصلين المعتصمين داخله. واندلعت مواجهات عنيفة صباح أمس بين قوات الاحتلال الإسرائيلي التي حاولت اقتحام ساحة الحرم القدسي وبين عدد من الفلسطينيين حاولوا التصدي لهذا الاقتحام والذين كانوا متوجهين للمسجد لأداء صلاة الفجر فيه، حيث أسفر هذا الاعتداء عن سقوط 10 جرحى، واعتقال 15 آخرين. ويأتي هذا الاعتداء ضمن خطة إسرائيلية محكمة، لأجل تهويد القدس، طبقا للتعاليم التوراتية، وفي ظل حكومة نتنياهو المتطرفة، التي اشترطت قبل الدخول في آية مفاوضات مع الفلسطينيين " الاعتراف بيهودية الدولة " وفي الوقت الذي تواصل فيه آلات التدمير الإسرائيلية بهدم البيوت الفلسطينية لتبنى على أنقاضها المستوطنات الإسرائيلية، رغم المعارضات الدولية لهذه المستوطنات، ضاربة بذلك كل الأعراف والمواثيق الدولية عرض الحائط . وذكرت وسائل الإعلام العربية أن عناصر من القوات الإسرائيلية، اقتحمت صباح أمس الحرم القدسي، في استفزاز كبير لمشاعر الفلسطينيين ، واعتقلت عددا من حراسه، فضلا عن منعها للعديد من المصلين من الدخول إلى المسجد لأداء صلاة الفجر . في محاولة منها لإدخال جماعات يهودية متطرفة لأداء شعائر تلمودية بمناسبة الأعياد اليهودية، حيث سبق وأن قام هؤلاء المتطرفون اليهود في الأشهر القليلة الماضية بعدة محاولات للاعتداء على المسجد الأقصى، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل لاصطدامها بجموع الفلسطينيين الذي تولوا الدفاع عن الأقصى . وكانت جماعات إسرائيلية متطرفة، قد أعلنت عن نيتها للاعتداء على المسجد الشريف للاحتفال بأعيادهم اليهودية، حيث بدأت هذه الاستعدادات لاقتحام الأقصى بتوزيع مناشير وملصقات من أجل حشد أنصارهم بالقرب من المدينة المقدسة، تمهيدا لعملية الاقتحام. تحت حماية ومباركة شرطة الاحتلال الإسرائيلية، وأمام مرأى ومسمع الدول العربية والإسلامية التي لم تحرك ساكنا لحماية الأقصى من جموع اليهود المتطرفين . وقد أعلنت شرطة الاحتلال مساء أول أمس، أنها ستعزز انتشارها في محيط المسجد الأقصى وفي أحياء مدينة القدس. تمهيدا لاعتداء جديد على المسجد الشريف، ومنع المصلين الفلسطينيين من تأدية الصلاة داخل المسجد، في حين تسمح لليهود بأداء طقوسهم في المسجد الأقصى. في الوقت الذي تتعالى فيه صيحات العالم ، بضرورة معاقبة إسرائيل على تماديها في استمرارها لخرق أبسط حقوق الإنسان .