اشتركت أكثر من عشر قوائم انتخابية بولاية سطيف في تثبيت رأس القائمة واختياره من مدينة العلمة التي تعد قطبا تجاريا وصناعيا وتمتلك وعاء انتخابيا هو الثاني بعد عاصمة الولاية سطيف، حيث نجد أن كل من حزب جبهة التحرير الوطني الذي اختار رئيس المجلس الشعبي الولائي الحالي مسعود أونيس المنحدر من مدينة العلمة على رأس قائمته والأمر نفسه بالنسبة للحزب الغريم التجمع الوطني الديمقراطي الذي وقع اختياره على النائب السابق والأمين الولائي الحالي بوليفان المحسوب إقليميا على مقاطعة العلمة. أما حزب العدالة والتنمية فيبدو أن رئيسه عبد الله جاب الله لا يمكنه الاستغناء عن أصحاب المال والأعمال، حيث ترشح على رأس قائمته رجل الأعمال بولنوار وهو تاجر من مدينة العلمة واختار هذا الأخير منح الرتبة الثانية لصديق له وهو مقاول من مدينة بوڤاعة. والاثنان لا يعرف عنهم النضال السياسي وخاصة في الأحزاب الإسلامية وإنما يعرف عنهم تكفلهم بعدة خدمات لحزب جاب الله منها تأثيث مكتبه بالعاصمة وتزويد 600 مناضل بمحافظ خلال المؤتمر التأسيسي وتكفلهم التام بمصاريف الشيخ في تنقلاته للولاية، علما أن مستواهم الدراسي والعلمى محدود جدا. أما حركة الانفتاح الحائزة على ثلاثة مقاعد برلمانية في الانتخابات السابقة، فقد ترأس قائمتها رجل الأعمال والنائب الحالي صفصاف عبد الكريم. كما نجد أن الأحزاب الجديدة اختارت هي الأخرى رؤوس قوائمها من العلمة وهو الحال بالنسبة لحزب الفجر الجديد الذي اختار الوجوه الرياضية من مقاطعة العلمة وعلى رأسهم مبارك بوذن رئيس مولودية العلمة. أما حزب اتحاد القوى الديمقراطية فقد ترأس قائمته البرلماني والمناضل العمالي السابق المنشق على الأرندي عيسى نواصري وهو من مدينة بني عزيز التي لديها ارتباط تام بمدينة العلمة، كما نجد وجوها أخرى معروفة قريبة من مدينة العلمة مرشحة على رأس قوائم حزبية أخرى كما هو الشأن بالنسبة للكاتب والروائي المعروف عبد العزيز غرمول رئيس حركة الوطنيين الأحرار والذي ترشح على رأس قائمتها بولاية سطيف. ومن خلال النظر في هذه الترشيحات نجد أن هذه الأحزاب معظمها اختارت وجوها مستهلكة وقديمة ومن الجهة نفسها وهو ما فسره مواطنون تحدثت إليهم «البلاد» بأنه تكريس للجهوية والمحسوبية والمال السياسي وأن الترشيحات تمت على أساس تقديم الكثير من العطايا بغرض استعطاف رؤساء هذه الأحزاب، لضمان مكانة محترمة، بغرض الحصول على حصانة برلمانية يسعى من خلالها رجال المال وتجار العلمة إلى تغطية عمليات التهرب الضريبي الكبير حتى ولو تطلب الأمر الاختفاء وراء أحزاب إسلامية وشراء المراتب بالأموال الوسخة. سرار يراهن على مناصري الوفاق وبوذن قد يخسر المعركة من جهة أخرى، نجد أن ترشح رئيس فريق وفاق سطيف عبد الحكيم سرار على رأس قائمة حزب المستقبل ورئيس مولودية العلمة مبارك بوذن على رأس حزب الفجر الجديد من شأنه تحويل التنافس الرياضي بين الفريقين إلى تنافس سياسي بامتياز ويتوقع المراقبون أن يتحول الفوز الرياضي للوفاق إلى فوز سياسي لسرار في حالة تمكن فريقه من الاقتراب أكثر من لقب البطولة الوطنية هذه السنة وعدم تمكن فريق البابية من تحقيق نتائج إيجابية خلال ما تبقى من البطولة.