كشفت مصادر لا يرقى لها الشك من داخل مديرية جامعة السانيا بوهران لجريدة البلاد أمس، عن فضيحة جديدة تضاف إلى مجموعة الفضائح التي اهتزت لها جامعة عاصمة الغرب الجزائري مؤخرا وحسب المصادر التي أوردت الخبر، فإن هذه الفضيحة تتعلق أصلا بالتجاوزات الخطيرة ارتكبها نائب رئيس الجامعة الأسبق الأستاذ عمراني أحمد المكلف بما بعد التدرج، والتي حصلت لما كان يشغل هذا المنصب في عهد رئيس الجامعة الأسبق الأستاذ دربال، حيث شهدت هذه الفترة بالذات العديد من الخروقات للقانون المعمول به في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالجزائر. خاصة في توزيع التربصات القصيرة والطويلة المدى إلى الخارج والتي استفاد منها أساتذة لا حق لهم فيها، لكونهم لا تتوفر فيهم الشروط اللازمة التي نصت عليها مصالح رشيد حراوبية وتحرص على تنفيذها لمحاربة ومجابهة الرشوة والفساد المالي والإداري، الذي عشش في جل الجامعات الجزائرية وبالخصوص في جامعة وهران . وقد فضحت جماعة محاربة الفساد والمفسدين بجامعة وهران التعاملات والتسيير المشبوه الذي كان يطبخ داخل مطبخ مصلحة نيابة الجامعة في السنوات القليلة الماضية والذي ساهم بشكل كبير في استفحال الفساد والتعفن العلمي والإداري داخل ثاني أكبر الجامعات في الوطن، وهذا كله نتيجة السياسة العرجاء التي كان ينتهجها النائب الأسبق لرئيس جامعة وهران منذ توليه رئاسة المصلحة المذكورة. وأضافت نفس المراجع، أن هذا الأخير كان يمنح تربصات لاتحصى ولا تعد لمجموعة كبيرة من الأساتذة بطريقة مخالفة للقانون فالمتعارف عليه في قطاع التعليم العالي أن التربصات تمنح للأساتذة المسجلين في شهادة الدكتوراه لمدة 3 سنوات على التوالي، وإنجاز نسبة 70من الأطروحة للاستفادة من المنحة مابين سنة و18 شهرا للانتداب. وحسب ما صرح به عضومحاربة الفساد والمفسدين للبلاد، فإنه يوجد حوالي 50أستاذا استفاد عدة مرات من المنح والتربصات في الفترة التي كان فيها الأستاذ عمراني أحمد نيابة الجامعة بطريقة مخالفة تماما، مع العلم أن من بين الخمسين توجد مجموعة كبيرة من الأساتذة استفادوا من تربصات في الخارج بغية تكملة أطروحة الدكتوراه، إلا أنه يقول نفس المصدر ولا واحد من الأساتذة المذكورين ناقش رسالته، وأن جميع ملفات التي قدمها الأساتذة المعنيون للاستفادة من التربص معظمها مزورة تمت تحت إشراف الأستاذ عمراني أحمد كونه رئيس مصلحة لما بعد التدرج. وفي نفس السياق علمت ''البلاد'' من مصادر مؤكدة من العاصمة أن أوساط نقابية طلبت استفسارا من نيابة جامعة وهران المكلفة بما بعد التدرج ومباشرة التحقيقات بخصوص نائب رئيس قسم الإعلام المكلف بالبيداغوجيا الأستاذ مرسلي لعرج، حول عدم مناقشته لحد الآن رسالة الدكتوراه بعد انتهاء مدة انتدابه في دولة تونس منذ شهر جوان من السنة الفارطة، حيث أجرى تربصا طويل المدى دام 18شهرا، وأضافت نفس المصادر أن هذه التحقيقات التي طالبت بها أوساط نقابية تم ردمها واستغلال فرصة تسليم المهام بين الأستاذ عمراني أحمد والأستاذ شوام الرئيس السابق لمصلحة ما بعد التدرج الذي مورست عليه ضغوطات من طرف عميد كلية الحضارة بلقاسمي بوعلام الذي أجهض التحقيقات التي أمرت بها نقابة الأساتذة، وذلك من أجل غلق الملف نهائيا وعدم استدعاء المعني بالأمر إلى المساءلة الإدارية. وقد طالبت جماعة محاربة الفساد والمفسدين بجامعة وهران من وزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية إيفاد لجنة تحقيق وزارية خاصة رفيعة المستوى إلى نيابة إدارة جامعة وهران في أقرب وقت، للوقوف على التجاوزات والممارسات التي ارتكبها النائب الأسبق الأستاذ عمراني أحمد والنبش في الملفات المزورة التي تم إيداعها في وقت سابق لدى نيابة مديرية الجامعة لما بعد التدرج للاستفادة من منح التربصات.