ولد بأحمد ن بلة في مغنية ولاية تلمسان في الخامس والعشرين من ديسمبر 1916 لعائلة مزارعين اصلهم من المغرب. التحق في شبابه بالجيش الفرنسي الذي رقي فيه إلى رتبة ضابط. لكنه بعد مشاركته في الحرب ااالعالمية الثانية ضابطا في الجيش الفرنسي، بدأ يضيق بالحكم الاستعماري للجزائر وتمرد عليه. في أفريل 1949، نظم غارة على مركز البريد الرئيسي في وهران لتمويل أنشطته الثورية، ما رفع أسهمه بين الشعب الجزائري. اعتقل في عام 1950 وسجن بالقرب من البليدة لكنه تمكن من الهرب بعد سنتين. هرب إلى القاهرة وبدأ في التخطيط لثورة نوفمبر 1954 التي أطلقت شرارة حرب التحرير الجزائرية التي استمرت ثمان سنوات. واحد من ست قادة تاريخيين في الكفاح من أجل استقلال الجزائر عن فرنسا. ورغم أنه كان يعتبر واحدا من المجموعة الصغيرة التي اطلقت شرارة الثورة على فرنسا واصبح اول رئيس للجزائر بعد استقلالها الا انه امضى 24 عاما في السجن. اختطفت الطائرة المغربية التي كانت تقله من الرباط إلى تونس في 22 أكتوبر 1956 مع أربعة مرافقين آخرين من قبل أفراد طاقمها الفرنسيين وهبطت في مطار البيت الأبيض بالجزائر العاصمة. قبض عليه مباشرة وأودع في السجن حتى انتهاء مفاوضات إفيان بعد نحو سبع سنوات. قضى ثمان سنوات في قلعة فرنسية خلال حرب التحرير الجزائرية، وكانت المطالبة بالإفراج عنه من ضمن المطالب خلال مفاوضات الاستقلال والتي توجت باتفاقات إيفيان عام 1962 بين جبهة التحرير الوطني الجزائريةوفرنسا. هو أول رئيس لحكومة الجزائر بعد استقلالها عام 1962 ثم رئيسا لها عام 1963 وحتى الإطاحة به في انقلاب عسكري على يد رئيس أركانه هواري بومدين عام 1965. بعد الإطاحة به، خضع للإقامة الجبرية حتى عام 1980 عندما أفرج عنه الرئيس الجزائري، آنذاك، الشاذلي بن جديد، ثم ذهب إلى المنفى في سويسرا حتى عودته إلى الجزائر عام 1999. أسس حزبا بعد إطلاق سراحه أسماه الحركة الديمقراطية بالجزائر. شارك في الانتخابات المجهضة التي شهدتها الجزائر عام 1991 لكنه لم يفز سوى ب 2 في المئة من أصوات الناخبين. حظر حزبه عام 1997 لكنه واصل العيش في الجزائر وغالبا ما كان يدين السياسات الحكومية. كان حاضرا عندما نصب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لولايته الثالثة في أفريل 2009. ترأس بن بلة منذ العام 2007 مجموعة العقلاء في الاتحاد الافريقي. أدخل إلى المستشفى العسكري في الجزائر العاصمة، عين النعجة، مرتين خلال الشهر الماضي بعد تعرضه لوعكات صحية. كان يحظى بجاذبية كبيرة ويعد أحد رموز القومية العربية وحركة مناهضة الاستعمار العالمية. اعتبر بن بلة واحدا من الزعماء الكبار الذين عملوا في اطار دول عدم الانحياز مثل الزعيم الكوبي فيدل كاسترو والرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر ورئيس وزراء الهند جواهر لال نهرو والزعيم الصيني ماو تسي تونغ، ووقفوا بوجه "الامبريالية".