مررت صباح اليوم بأحد الأروقة بالجزائر العاصمة فاخترقت رائحة الخبز الزكية أنفاسي ليعود بي الزمن إلى الوراء.. إلى حيث أمي و"طاجين الكسرة" و"الجفنة".. شعرت للحظة باليتم وأمي لا تزال على قيد الحياة.. أين أصبحت "الجفنة" رقعة من الماضي الذي تناسيناه في زحمة طوابير الخبز والخضر وهواجس الخنازير.. رفعت رأسي لحظتها إلى السماء.. لترتسم لي صورة الرئيس الراحل محمد بوضياف الذي تحل ذكراه هذه الأيام.. كنا صغارا لما اغتيل السي الطيب الوطني الذي طالما ارتبطت صورته بصور العظماء والكبار.. وكلما تذكرت "صاحب اليد الممدودة" أتذكر أيضا واقعة اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات.. الذي تم تغييبه في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، وقام بقيادة عملية الاغتيال خالد الإسلامبولي التابع لمنظمة الجهاد الإسلامي التي كانت تعارض بشدة اتفاقية السلام مع إسرائيل ولم يرق لها حملة القمع المنظمة التي قامت بها الحكومة.. السي الطيب الوطني اغتاله أيضا شخص قال عنه البعض إنه متطرف ومتعصب يدعى بومعراف مباركي.. كانت سنوات دم ونار.. سنوات اجتاحت فيها ثقافة الإلغاء كل رأي مغاير.. والسلام عليكم والسلام لنا جميعا بإذن الله..