يستعد الروائي سمير قسيمي لإصدار خامس أعماله الروائية في ثلاث سنوات، ليؤكد بذلك نيته في السير قدما لإنجاز مشروعه السردي. ونشر الكاتب الشاب الذي سجل حضورا عربيا لافتا في الفترة الأخيرة، مقدمة روايته الخامسة «الحالم» والتي فيما يبدو ليست مقدمة حقيقية بقدر ما هي فصل تمهيدي لرواية تبدو من الوهلة الأولى أنها مختلفة عما سبق أن كتبه صاحب «هلابيل»، الذي خص «البلاد» ببعض تفاصيلها. وتشتغل رواية «الحالم» على سؤال بقدر ما تبدو الإجابة عنه بديهية بقدر ما تظهر صعبة ومعقدة عند الوقوف عليه، وهو «هل يستحق الحلم أن نضحي لأجله بكل شيء». ويحاول الإجابة على هذا السؤال بنحو يجمع بين «الغرائبية» و«الواقع»، حيث يبعث بينها الكاتب نصا سرديا فريدا في تركيبه، جمع بين طياته ثلاث روايات كاملة في الوقت نفسه، كل واحدة يمكن أن تقرأ على حدة ولكن بجمعها تفتح كل واحدة على الأخرى أفقا أوسع للإجابة على السؤال الذي تمحور عليه عمل «قسيمي» والذي بشكل أو بآخر جعلت من الروائي شخصية من شخوص الرواية التي لا يمكن سبر أغوارها إلا بقراءة متأنية تحفظ فيها التفاصيل على جنب لتستعمل لاحقا كمفاتيح لفهم الرواية.