فجرت مشاركة الكاتب الجزائري المقيم بفرنسا بوعلام صنصال في مهرجان الكتاب العالميين الإسرائيليين الذي تحتضنه مدينة القدسالمحتلة ابتداء من ال13 إلى غاية ال18 من الشهر الجاري، جدلا كبيرا حول هذه الخطوة التي وصفت ب«الجريئة والخطيرة». واعتبرت غالبية ردود الفعل أن الأمر لا يخرج عن إطار التطبيع الصارخ والمعلن من لدن هذا الكاتب المعروف بتمرده على القيم العربية وبانتمائه الكبير ل«الضفة الأخرى ولأفكار الأوروبيين والإسرائيليين على حد سواء». وعلق الشاعر ومدير المكتبة الوطنية الجزائرية عز الدين ميهوبي على الأمر في حديث ل«البلاد» فقال إنه فوجئ بهذه المشاركة، معتبرا أن صنصال هو المسؤول عن تصرفاته وموقفه تجاه الرأي العام الوطني، وتجاه التاريخ وإزاء نفسه قبل كل شيء. وأوضح ميهوبي الذي فضل في البداية عدم الخوض في الموضوع، أن هذه المبادرة التي تبناها صنصال بإرادته، يعد مسؤولا عنها مسؤولية كاملة، وعليه أن يتحمل عواقب هذه المشاركة باعتباره كاتبا جزائريا، وذلك تجاه القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني. ورأى محدثنا أن جميع الكتاب الجزائريين ينتظرون من هذا الرجل أن يعطي تبريرات مقنعة وأسبابا كافية دفعته لفعلته هذه، رافضا اعتبار مشاركة صاحب «شارع داروين» في مهرجان الكتاب العالميين الإسرائيليين نوعا من التطبيع مع الكيان الصهيوني لأن موقف الكاتب الشخصي لا يرمز إلى موقف دولة بأكملها، موضحا أن «موقف الشعب الجزائري ثابت ومعروف ولا غبار عليه إزاء القضية الفلسطينية، وما قام به صنصال قناعة أو رؤية شخصية يتحمل عواقبها وحده». وأكد ميهوبي أن صنصال بهذه الخطوة التي وصفها ب«الخطيرة»؛ سيكون مسؤولا مسؤولية كاملة تجاه الجزائريينوالفلسطينيين، وقال إنه كاتب مثير للجدل فيما يتعلق بالتاريخ. في السياق ذاته، اعتبر الكاتب مرزاق بقطاش مشاركة صنصال إساءة للفلسطينيين والعرب جميعا، وقال في حديث ل«البلاد» إن هذه المبادرة قد تكون بحثا عن الشهرة من الكاتب، مضيفا «هذه المشاركة الأدبية لن تفيده ولن تفيد الجزائر بشيء.. عندما كان رجلا مسؤولا في الجزائر لم يتفوه بكلمة واحدة.. أنا ضد هذا السلوك ولست أدري كيف يفكر هذا الرجل الذي عليه أن يراعي قضية الانتماء.. فإما أن ينتمي أو لا ينتمي.. وأرى أنه لا يمثلني أنا ككاتب ولا يمثل الجزائر كدولة». أما الكاتب لحبيب السايح فرأى أن ما سيقدم عليه بوعلام صنصال شأن يخصه هو كشخص وككاتب، موضحا «إنها خيارات.. لا أستطيع أن أدين كاتبا لأن له خيارات تخالف خياراتي، وكل ما يمكن أن يترتب على زيارة مماثلة يتحمل مسؤوليته هو ككاتب.. ولا تنسوا التاريخ». ورفض أن ينظر محدثنا إلى الأمر من زاوية «التطبيع»، فقال «لا أنظر إلى الأمر من هذه الزاوية، فكل العرب مطبعون مع إسرائيل.. إني أنظر إلى ما يمكن أن تأتي به زيارة مماثلة لصالح الشعب الفلسطيني.. وأتساءل هنا هل يملك كاتب ما أن يزور إسرائيل وتكون له شجاعة ليقول في وجه حكامها أنتم مغتصبون وفاشيون جدد». وقال السايح في رد على سؤال إن كان سيقبل زيارة إسرائيل لو وجهت إليه دعوة «لن أتردد لحظة في زيارة فلسطين.. وتعرفين أنني لن أفكر حتى في أمر زيارة إسرائيل.. كيف لكاتب أن يدعم بزيارة مماثلة دولة قائمة على العنصرية والقهر والاغتصاب»، على حد تعبيره. حماس: هذه جريمة في حق شهداء الجزائروفلسطين من ناحية أخرى، كانت وزارة الثقافة في حكومة «حماس» بغزة، دعت صنصال في وقت سابق إلى عدم المشاركة في مهرجان الكتاب العالميين الإسرائيليين، ووصفت الأمر بأنه «جريمة بحق مليون ونصف مليون شهيد جزائري، ضحوا بحياتهم من أجل نيل الجزائر حريتها من الاحتلال الفرنسي». وقالت «حماس» إن هذه المشاركة تعد جريمة بحق الشعب الفلسطيني الذي مازال يكافح ويجاهد ضد الاحتلال الإسرائيلي، ويدفع ثمن ذلك شهداء ودماء وجراحا ومعاناة. كما دعت إلى مقاطعة الكاتب الجزائري صنصال عربيا وعالميا حال أصر على المشاركة، ولم يستجب للنداءات الداعية له بعدم المشاركة في هذا «المهرجان التطبيعي المرفوض».