ميساء باي / تصوير: علاء بويموت *لا نريد أي علاقة من أي نوع مع دولة غير شرعية مثل إسرائيل كشفت ميساء باي عن مشروع سينمائي مقتبس عن واحدة من رواياتها، واستنكرت ما تتعرض له من إقصاء في المشهد الثقافي بالجزائر، كما دافعت عن كتابات بوعلام صنصال وياسمينة خضرا، من جهة أخرى توقفت عند محطة صالون الكتاب بباريس 2008 وقصة مشاركتها رغم التواجد الإسرائيلي في الفعاليات، كما عبرت عن تفاؤلها بإمكانية نيل آسيا جبار لجائزة نوبل. ما سر غياب ميساء باي عن التظاهرات الثقافية الكبرى في الجزائر وحضورها المستمر في المشهد الثقافي الفرنسي رغم استقرارها في سيدي بلعباس؟ عشت في العاصمة ودرست فيها وكبرت بين شوارعها وأزور عائلتي المتواجدة هنا باستمرار، ولكن غيابي عن المشهد الثقافي واللقاءات الأدبية التي تنظم دوريا في العاصمة أمر خارج عن إرادتي، أنا ألبي الدعوة متى وصلتني، أنا متواجدة بصورة دائمة في الجامعات الجزائرية وفي مختلف الولايات، لم يحصل أبدا أن دعيت ورفضت، والدليل أنني لبيت دعوة المفوضية الأوروبية لهذا الملتقى وشاركت كرئيسة جلسة وأيضا كمحاضرة حول المرأة الكاتبة كتكملة لملتقى السنة الفارطة حول الرجل الكاتب. قلت في مداخلتك انه آن الأوان للتخلص من "الاسم المستعار" الذي تتخفى وراءه المبدعة خوفا من العائلة أوالمجتمع.. متى ستمضي ميساء باي رواياتها باسمها الحقيقي؟ تضحك.. لا أظن أنني سأغيره الآن، فات الأوان على ذلك فاسمي المستعار "ميساء باي" أصبح هويتي الأدبية مع القارئ والناشر على السواء، وفعلا طرحت هذه النقطة لأنها مهمة الآن، أما بالنسبة لي أو بالنسبة لكاتبات أخريات فالأمر خاص، لأننا عشنا نفس ظروف العشرية الحمراء. فاجأت ميساء باي الوسط الأدبي بقبولها المشاركة في صالون الكتاب بباريس 2008 الذي احتفى بإسرائيل إلى جانب بوعلام صنصال، كيف تعاملت مع الموقف؟ وهل أنت مع التطبيع الثقافي معها؟ لا أحب العودة إلى ما حدث، ولكني أقول إن بعض الأشخاص متسرعون في إطلاق الأحكام على الآخرين، حيث سارعوا إلى إدانتي دون تكليف أنفسهم عناء تحري الحقيقة مني، فقيل الكثير عني وشككك الإعلام في وطنيتي، رغم أني لا انتظر دروسا في الوطنية من احد، فأبي مات من اجل هذا الوطن وفي ظروف قاسية جدا، قلت إن الكاتب عليه أن يبقى حرا وليس من مسؤوليته تقديم أفكار السلطة وقصدت إسرائيل وليس الجزائر، لان إسرائيل سلطة غير قانونية استولت على فلسطين بدون أي وجه حق، ولم احضر حتى فعاليات الصالون بباريس، كان باستطاعتي الرد ولكنني فضلت ألا أوضح وكأنني متهمة، فأنا اعرف نفسي والقضية الفلسطينية في دمي وعليه لم أكن مجبرة على شرح أي شيء. ولكن هل كان من المعقول أن تشارك الجزائر في صالون نظم على شرف إسرائيل؟ لا يمكن أن أكون مع الفكرة أوضدها، الجزائر كغيرها تتواجد في كل اجتماعات هيئة الأممالمتحدة ولقاءاتها إلى جانب إسرائيل، وعلى المستوى الرياضي كان العرب مشاركين في الألعاب الاولمبية التي شاركت فيها إسرائيل أيضا، الأكيد أننا لا نريد أي علاقة من أي نوع مع دولة غير شرعية، الحمد لله الكلام ينسى أما الكتابة فتبقى وكتاباتي شاهدة على مبادئي، وستبقى رغم كل ما قيل عني من قبيل أني امثل حزب فرنسا في الجزائر، كل كتاباتي تدين الاستعمار. هل حقق المركز الثقافي الجزائري بباريس في عهدة ياسمينة خضرا الأهداف الثقافية المرجوة؟ أنا شخصيا لدي علاقة طيبة مع الروائي ياسمينة خضرا وكنت ضيفة المركز منذ فترة، لأننا كتاب نحمل الجزائر في القلب وياسمينة خضرا جزائري حتى النخاع رغم ما قيل وما يقال حول المواضيع الروائية والإشكالات التي يطرحها، نحن أبناء هذه الأرض رغما عن أولئك الذين يدمروها. هل فرضت عليك دور النشر الفرنسية رقابة أوتعديلا ما في رواياتك خاصة فيما يتعلق بالجانب السياسي والتاريخي فيها؟ أبدا، لم يحدث أن تعرضت لهكذا ممارسات بدليل أن أكثر رواياتي التي شتمت فيها السيدة فرنسا كانت الأكثر مقروئية وحضرت عدة ندوات صحفية ولقاءات أدبية في فرنسا ناقشت مضمونها، لم أغير ولا كلمة في كل رواياتي. =ماذا تعني لك الجوائز والتكريمات ؟ هناك جوائز ثمينة جدا وغالية على قلبي لأنها جاءت من أبناء بلدي رغم الجدل العقيم الذي حاول الكثيرون إثارته حولي وحول كتاباتي، احلم برؤية المئات من الكتاب في الجزائر ناجحين ومتوجين، وهناك جوائز للتعريف أكثر والانتشار وهي جوائز مهمة لأي كاتب. ماذا تمثل جائزة نوبل لميساء باي؟ وكيف تقرئين فشل آسيا جبار في التتويج بها رغم عديد الترشيحات؟ آسيا جبار في قائمة المرشحين منذ سنوات وهي تستحق فعلا أن تكون على رأس هذه الترشيحات، ولكن معايير منحها غير واضحة واستبعد أن تكون ايديولوجية أو سياسية، لأن آسيا جبار محبوبة جدا في أوروبا، وأينما ذهبت يتحدثون عنها، باختصار هي حاضرة أكثر هناك ومغيبة هنا في الجزائر. لمن تقرأ ميساء باي في الجزائر؟ أقرأ لكل الكتاب الجزائريين؛ واسيني وبوجدرة وحميد قرين وخضرا وصنصال ووهيبة خياري، اقرأ للجميع لأنه من المهم أن يسمع أي مبدع لأصوات أخرى غير صوته، هناك جيل جديد في الرواية والشعر بالعربية أقوى منه بالفرنسية. كتبت الكثير للمسرح.. هل من مشاريع اقتباس للسينما؟ للأسف، لست متمكنة من الكتابة للسينما ولكني لاحظت قفزة نوعية وتوجها جديدا للاشتغال على أعمال الروائيين الجزائريين، فيه بعض الاقتراحات لتحويل رواياتي إلى فيلم مازالت لم تنضج بعض، كتابة السيناريو ليست لعبة أو تسلية، هي فن قائم بذاته يرتكز على قواعد وأسس علمية وفنية. تفصلنا أيام فقط عن الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، هل ستكونين حاضرة في برنامجه الأدبي؟ لم تصلني بعد أي دعوة، والجانب الأدبي مهم جدا للارتقاء بالحدث والخروج به من التجارية.