”البلاد” تزور العيساوية·· البلدية الغائبة عن أجندات المسؤولين: قطيعة مع التنمية ومع الحياة الكريمة أيضا رغم الإرث التاريخي الذي تحمله بلدية العيساوية كونها تحتزن ذكرى شهداء مروا من هنا وتركوا بصمة خالدة في سجل التاريخ على غرار لالا فاطمة نسومر التي استنجدت بطبيعة المنطقة الوعرة هوربا من اسواط المستعمر· الا ان البلدية لا زالت تختزن كذبك ماس أليمة بسبب الطلاق التنموي الذي جعل منها منطقة محضورة تعلن القطيعة مع الخياة الكريمة ·او هكذا ارادوها ان تكون ”البلاد” زارت المنطقة ووقفت على شواهد تاريخية وشواهد اللاتنمية أيضا· تختزن بلدية العيساوية التي تعتبر إحدى أقدم البلديات بولاية التيطري سابقا، حيث عرفت باسم عرش تورثاثين، ليطلق عليها اسم بلدية العيساوية نسبة لأحد شهداء المنطقة خلال ثورة التحرير الوطني، من بين معالمها التاريخية متحف الجزائرية المقاومة لالا فاطمة انسومر، والتي نفيت رفقة إخوتها الأربعة وقرابة 150 من أتباعها، من طرف الاستعمار الفرنسي إلى زاوية العيساوية المشهورة وبقيت بهذه المنطقة النائية إلى غاية وفاتها عام ,1863 هي وقفة على عتبة التاريخ لاتزال ذاكرة مشايخ العيساوية تختزنها بكل معالمه بكل جزيئاتها تباهي بها أمام الغرباء عن المنطقة وأمام السلف أيضا· وأكان ما بقي من العيساوية سوى الإطلال في الوقت الذي لا يزال يعزف فيه المسؤولون على وتر اسمه التنمية··· ذلك الحاضر الغائب عن أجندتهم، ولربما نجده في إدراج مكاتب الأميار المتعاقبين على مبنى العيساوية يتوارثون فيه شكاوى الناس وهمومهم ليضعونا في المقبر الإدارية··· درج المكتب· بلدية يتقاسمها ثالوث التخلف والفقر والحرمان
تعد العيساوية منطقة جبلية، تحدها جهة الشمال بلدية بوفرة التابعة لولاية البليدة، ومن الشرق تابلاط وجنوبا بلدية مزغنة وبوشراحيل، أما من جهة الغرب فتحدها بلدية بعطة التابعة لدائرة العمارية، لعبت دورا هاما إبان الثورة التحريرية حيث نال العديد من أبنائها الشهادة، كما كانت عرضة للدمار أثناء سنوات العشرية الحمراء العصيبة مما أقحمها في ثالوث التخلف والحرمان فلا تزال مداشرها تعاني العزلة الخانقة جراء الغياب الكلي لمظهر التنمية الفعلية على المستوى المحلي، والتي اصبحت حسب من تحدثوا إلينا من قرية أولاد كلة حلما لم يتحقق بعد، فهذه القرية التي شهدت أكبر تجمع سكاني سنوات الجمر حيث اضطرت فئة ”الزواولة” إلى التجمع بهذه المنطقة المصنفة في اطارالأراضي المشاعة، في شكل أكواخ هشة أصبح أغلبها حسب ما وقفنا عليه عبارة عن فيلات من صيغة السكن الريفي، كما تم فتح قاعة العلاج في وجه مواطني المنطقة بعد إغلاقها لأزيد من عشر سنين وبعد ترميمها لأربع مرات حسب السكان· وحسب معاينتنا فقد شرع في بناء مسجد بمحاذاة الزاوية القديمة·
بعد سرقة المضخة جلب الماء على ظهور الدواب
أدت سرقة المضخة إلى إقحام السكان في مشكل آخر جعلهم لا يستغنون عن الدواب· حيث أعرب سكان أولاد كلة عن قلقهم جراء مشكل عدم توفير الماء الشروب مما جعلهم يستعينون بالبئر المنجزة عام ,2002 ولكن دون إيصال الماء عبر القنوات بمبرر سرقة المضخة بعد أسبوع على وضعها بالبئر· وقد أعدت البلدية في وقت سابق دراسة شاملة لربط مختلف المداشر الآهلة بالماء الشروب من منطقة فبلحيرثف بتكلفة قدرت بحوالي سبعة ملايير سنتيم·
البطالة وشباب المنطقة
تعد بلدية العيساوية من بين أكثر البلديات بالمدية تعرضا لظاهرة نزوح السكان وهجرتهم نحو المناطق الأكثر أمانا خلال سنوات التسعينيات، حيث شهدت نزوح أزيد من ثلثي السكان· اليوم وبعد استتباب الأمن والأمان بدأت تجتر مشكلاتها بين رغبة في العودة الى أراض خلفتها بسبب الإرهاب وبين عودة مشروطة بتوفير ظروف الحياة اللائقة عبر تهيئة مداشر البلدية الفقيرة· ولعل أهم مطلب لا يزال السكان يرفعونه وبشدة إصلاح الطرق المؤدية إلى القرى ودعم حصص السكن الريفي· للإشارة فقد استفادت البلدية من مشروع إنجاز قطب حضري الأمر الذي أثار استحسان شباب المنطقة كونه فضلا عن أنه سيساهم في فك العزلة فإنه سيفتح أبوابا للشغل لاسيما مع معاناة أزيد من 80 بالمائة من الشباب من هاجس البطالة الذي اضطر بهم إلى التنقل إلى البلديات المجاورة بحثا عن الاسترزاق· وحسب من التقيناهم فإن البطالة منعتهم حتى من تكوين أسر والاستقرار، ليبقى أمل الشباب هو تخصيص مناصب عمل قارة وتدعيمهم بمختلف المشاريع المصغرة لاسيما بعد استفادتها من مشروع التنمية الجوارية سنة 2004 بغلاف يفوق 3.9 ملايير سنتيم بهدف توفير 140 منصب شغل، كان مآله الفشل كباقي مشاريع هذه الصيغة من الدعم الفلاحي لسكان المناطق الريفية بداية 2003 في نظر السكان، بفعل العامل الطبيعي الذي أتى على كل محتوى صناديق النحل نتيجة الثلوج المتساقطة خلال شتاء .2004 كما أن البلدية لم تستفد من محتوى برنامج محو الفوارق الملاحظة بين الريف والمدينة بترميم وتهيئة بعض المرافق الحيوية كشبكة الطرق خاصة الطريق الواصل بين القرية وأولاد بلحاج التابع لبلدية مزغنة على نحو 7 كلم والذي أصبح غير صالح لعبور المركبات نحو بني سليمان أو تابلاط، وهذا رغم عنوان فالبرنامج الخاص بعودة السكان بعد تحسن الوضع الأمني” الذي تسبب في تهجير نسبة كبيرة من سكان بلديات الأطلس البليدي الأربع (الحمدانية – بعطة – العيساوية والحوضان) التابعة لولاية المدية، حيث انخفض عدد سكان البلدية من 7215 نسمة حسب إحصاء 1987 إلى 6507 نسمة سنة 1998 ليصبح 3658 نسمة حسب الإحصاء الأخير للسكان·
10 مداشر خاوية على عروشها
شهدت بلدية اليعساوية هجرة رهيبة للسكان جراء تداعيات العشرية الحمراء العصيبة· ومن بين المداشر المحافظة على نسبة قليلة من مواطنيها دشرة الشماليل وتيجاي والخوالد وبكار بالجهة الشرقية، لتوفر مفرزات الحرس البلدي والطريق الرابط بينها ومقرالبلدية والدائرة بتابلاط، إضافة إلى القبالجية بجهة الجنوب لتوفر عوامل الاستقرار النسبي· فيما تبقى أكثر من 10 قرى خاوية على عروشها، وأن الزائر لمداشر هذه الجهة ذات المناظر الطبيعية، يقف على حجم المعاناة التي عكرت صفو الحياة اليومية لهؤلاء السكان الذين أصبحوا يعيشون حالات من التذمر والاستياء جراء العزلة والتهميش، لانعدام توفر أدنى متطلبات الحياة اليومية، حتى يخيل لزائر مداشر هذه البلدية التي تحمل ضريح المقاومة لالة فاطمة نسومر”1830-1863 ” أنه يعيش فترة ما قبل استقلال الجزائر، فقد تعرضت معالم ومؤسسات العيساوية وكذا مداشرها وقراها إلى الحرق والتخريب من طرف الجماعات المسلحة بين 1998-1994 على غرار التدمير الكلي للإكمالية مقر البلدية وقاعة التوليد بسعة 40 سريرا التي أحرقت على يد الجماعات الإرهابية أياما فقط قبل فتحها، وحتى الزاوية القرآنية، التي كانت تحتوي على النظام الداخلي رفقة زاوية سيدي عبد السلام ببني سليمان والمدرسة القرآنية بجواب التابعة لدئرة السواقي والتي مازالت تنشط لحد الساعة، فلم تنج هي الأخرى من التخريب الذي طال كذلك حتى مقابر الموتى، ولهذا يرفض النازحون العودة إلى أراضيهم في ظل غياب التحفيزات اللازمة التي سبق وأن وعد الوالي الأسبق سنة ,2004 وذلك بفضل برنامج تمثل في إعادة هيكلة كل الطرق والمسالك ومد الكوابل الكهربائية مع ترميم المدارس المخربة ومد شبكة الماء الشروب إلى القرى الراغب نازحوها في العودة مع الاستفادة من نحو 30 رأسا من الغنم· وحسب مصادر ”البلاد”، فإن البلدية لم تستفد منذ سنة – 2003تاريخ التفكير في تخصيص برنامج طموح لدعم المناطق الريفية- إلا من 193 إعانة في إطار البناء الريفي، في حين أحصت مصالح البلدية أزيد من 411 سكن هش مهدد بالانهيار، أغلبها بيوت أنجزت من الطوب والقصدير من طرف الفارين من همجية الإرهاب· فيما لايزال السكان ينتظرون فتح المركز البريدي الذي تم إنجازه وبقي مغلقا بسبب نقص التأطير·
بلدية الشنيغل:
شبح العزلة يهدد السكان ويجبرهم على الرحيل
طالب مواطنو بلدية الشنيقل الواقعة على بعد 120 كيلومتر جنوب شرق ولاية المدية، السلطات المحلية بضرورة تسطير مشاريع تنموية تنتشل المنطقة من العزلة التنموية المفروضة عليهم لعوامل طبيعية كبعد البلدية عن عاصمة الولاية، وبشرية نظرا لهجرة السكان خلال الحقبة السوداء، بالإضافة إلى افتقار البلدية إلى الجيوب العقارية· هذا وقد رفع بعض سكان الشنيقل جملة من المطالب، لعل أبرزها إعادة النظر في القرار المتعلق بمنع بناء السكنات الريفية على مستوى مقر البلدية، باعتبارها مدينة والأصل أن السكن الريفي يكون خارج المجمعات السكنية، إضافة إلى تهيئة المدينة وتزويدها بالإنارة العمومية، مع زيادة حصص السكن الريفي، على اعتبار أن العدد الأكبر من السكان البالغ عددهم 6000 نسمة يقطنون بالأرياف· ويمارسون نشاطات فلاحية، وهو الأمر الذي يتطلب فك العزلة بفتح المسالك وتهيئة الطرقات مما يشجع الفلاحين على الاستقرار بأراضيهم والاهتمام بالنشاط الفلاحي وتربية الأغنام، رغم وجود مشروع استثماري يمكن أن يعرف بالبلدية والأمر هنا يتعلق بحمام الشنيقل، الذي أثبتت التجارب أن مياهه الطبيعية تعالج العديد من الأمراض، بشهادة أهل المنطقة وزواره من عدة مناطق، ومع ذلك فهو غير مستغل لحد الساعة· لتبقى معاناة السكان مستمرة لإشعار آخر·
عيش تشوف عيش تشوف عيش تشوف عيش تشوف عيش تشوف
يعاني بعض مواطني ولاية المدية، مشكلا عويصا في جانب الحصول على الوثائق الدالة على هويتهم، والمتمثلة في شهادة الميلاد بالدرجة الأولى·
وبغض النظر عن الأخطاء الشائعة المرتكبة من طرف المكلفين بالحالة المدنية عند عمليات نقل محتوى شهادات الميلاد بالنسبة للحروف الفرنسية، بعد تحويل السجلات الموروثة عن الإدارة الفرنسية إلى البلديات المستحدثة منذ استقلال البلاد، ما تسبب في حرمان عديد المواطنين من حقوقهم الشرعية·
كما وجد البعض الآخر أنفسهم ضائعين بين بلديتين من حيث استخراج شهادة الميلاد، كما هو الحال بالنسبة لسجلات الحالة المدنية ببلديتي بن شيكاو القديمة وبلدية وزرة المستحدثة مقر الدائرة·
يبدو أن مصالح الحالة المدنية لا تزال تكرر زلاتها وتصيب المواطنين بالقلق والذعر· فمابالك العرسان·
يحدث هذا في الوقت الذي سجلت مصادرنا حادثة طريفة بشبابيك الحالة المدنية، حيث وجد عريس نفسه متزوج للمرة الثالثة أثناء طلبه شهادة الميلاد رقم 12 لعقد قرانه، مما جعل العروس التي كانت في عين المكان تنهار· رغم أن الأمر لا يتعلق سوى بخطأ إداري نظرا لتشابه اسم العريس مع اسم ابن عمه