عقد وفد مصري مساء أول أمس الخميس اجتماعًا هو الأول من نوعه منذ ثلاث سنوات مع مندوبين عن حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" في الضفة الغربية من أجل دفع جهود المصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة محمود عباس. وقبل اللقاء قال مندوب حماس عمر عبد الرازق: "للمرة الأولى خلال ثلاث سنوات نحن سعداء للقاء أصدقائنا المصريين هنا ومتفائلون حول نتيجة المفاوضات". ويرأس الوفد المصري محمد إبراهيم نائب مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان. وقد التقى الوفد المصري في رام الله رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض وكبير المفاوضين الفلسطينيين أحمد قريع. ولا يزال الخلاف متصاعدًا بين فتح وحماس منذ سيطرت حماس على قطاع غزة بعد مواجهات عنيفة في يونيو 2007. وبدأ الطرفان المتنافسان في فيفري حوار مصالحة تحت رعاية مصرية إلا أنه لم يثمر حتى الآن عن اتفاق. واتفقت الحركتان على اللقاء في 25 جويلية في القاهرة لإجراء جولة أخيرة من هذا الحوار الذي تشكل مسألة الاعتقالات في صفوف الحركتين أحد أسباب فشله. وتسيطر على أجواء العلاقات بين الطرفين في الضفة الغربية حالة من التوتر بسبب استمرار أجهزة الأمن التي تشرف عليها فتح في اعتقال أعضاء من حماس بذريعة حيازتهم أسلحة غير مرخصة. من جهة ثانية حذّر رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتانياهو وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بصورة ضمنية من الاستمرار في المطالبة بوقف الاستيطان في الضفة الغربية. ووفقًا لرئاسة حكومة الكيان الصهيوني فقد قال بنيامين نتانياهو إن الدعوات التي تطالب بوقف الاستيطان في الضفة سيجعل من هذه المنطقة "أرضًا مطهرة من اليهود"، وهو تعبير كان يستعمله النازيون في السابق في الحديث عن التخلص من اليهود. وأخبر نتانياهو شتاينماير: "ليس من المشروع جعل يهودا والسامرة (الضفة الغربية) منطقة مطهرة من اليهود"، على حد زعمه، واكتفى وزير الخارجية الألماني بهز رأسه. ويشير المراقبون إلى أن هذه هي أول مرة يستخدم فيها رئيس وزراء صهيوني هذا التعبير الذي يشبه به المطالبة بتفكيك المغتصبات بالحملة النازية ضد اليهود. وكان مغتصبون متطرفون ومجموعات يهودية قومية متطرفة قد اتهمت الحكومة خلال حملة لتفكيك مغتصبات غزة فشلت في صيف 2005 بالسعي لجعل غزة "منطقة مطهرة من اليهود". إلى ذلك ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن الاتحاد الأوروبي قدم اعتذارًا للكيان الصهيوني بشأن تصريح أحد مسؤوليه بأن مواصلة النشاط الاستيطاني يدفع الفلسطينيين للاعتماد على المساعدات الخارجية التي تكلف دافع الضرائب الأوروبي". وقالت الصحيفة: "الاعتذار صدر بعدما استدعى نائب مدير وزارة الخارجية الإسرائيلية رافي باراك رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في إسرائيل راميرو سيبريان أوزال".