تعارضت مواقف حركتي حماس وفتح امس حول الخطوة التي يتعين القيام بها من اجل البدء في حوار سياسي جاد لإنهاء حالة الانقسام في داخل السلطة والأراضي الفلسطينية.ففي القوت الذي تصر فيه الأولى على ضرورة الدخول في مفاوضات ثنائية مع غريمتها فتح رفضت هذه الأخيرة المقاربة وأكدت أن الحوار يجب أن يشمل كل الفصائل وان لا يقتصر فقط على حوار ثنائي بينها وبين حركة حماس. وأكدت هذه الأخيرة أمس على أهمية الحوار الثنائي من أجل التوصل إلى اتفاق حول الخطوط العريضة للحل قبل لقاء الفصائل الفلسطينية الأخرى من اجل حوار شامل وموسع. وقال محمود الزهار العضو القيادي في الحركة والذي شارك في مفاوضات القاهرة أن حركة حماس" لا تضع شروطا مسبقة للحوار ولا تقبل الشروط المسبقة" واكد أن مسألة الانتخابات الفلسطينية مثلا تبقى مرهونة باتفاق مسبق بين "فتح" و"حماس". وأضاف الزهار قبل مغادرته العاصمة المصرية الى دمشق السورية أن هناك نقاطا خلافية مازالت قائمة امام اللقاء مع فتح ومن بينها وضع الرئيس محمود عباس والانتخابات التشريعية والرئاسية وإعادة تشكيل الأجهزة الأمنية. وأضاف أن الحركة لم تتلق بعد دعوة من الجانب المصرى لإجراء حوار ثنائي مع حركة فتح واتهم عدة "جهات برفض الحوار أو المصالحة" دون ان يحدد أي جهة بالاسم. ونشرت صحف مصرية وفلسطينية امس تصريحا للناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة اكد من خلالها أن الرئيس محمود عباس رفض تشكيل أي لجان تفاوض ثنائية مع حركة حماس في إطار التحضيرات الجارية للحوار الشامل الذي ينتظر أن يشرع فيه بداية الشهر القادم بالقاهرة. وأشار أبو ردينة إلى أن محمود عباس "يريد حوارا يؤدي إلى إنهاء الانقسام ويعيد الوحدة إلى شطري الوطن وليس حوارا ثنائيا مع حماس". وذهب عزام الأحمد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني عن حركة "فتح" إلى تأكيد تمسك حركته بالخطة المصرية التي اقترحت "تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية تعيد بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية وإعادة توحيد مؤسسات السلطة في قطاع غزة والضفة الغربية والإعداد لانتخابات تشريعية ورئاسية متزامنة". ولكنه شدد التأكيد على ان اي حوار ثنائي لا يخدم جهود انهاء "حالة الانقسام" وانه لا حاجة الى عقد لقاءات ثنائية إلا بعد بدء الحوار الشامل الذي دعا اليه الوسيط المصري وحدد تاريخ انطلاقه بيوم 4 نوفمبر القادم. واعتبرت حركة حماس، أن "رفض الرئيس عباس انشاء لجان تفاوض ثنائية يعد بمثابة رفض للرؤية المصرية التي قبلت بها كل الفصائل" ودعت الرئيس عباس إلى القيام بعمل جاد من أجل إزالة كل العقبات أمام مسار الحوار الوطني. وذكرت أن الأصل أن يبدأ الحوار بين فتح وحماس لتذليل العقبات قبل توسعه ليكون حوارا شاملا ويضم كل الفصائل الاخرى. وكان الاجتماع الذي جمع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان ووفد عن حركة حماس بقيادة موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الأسبوع الماضي خرج بتوافق على عقد اجتماعات بين الفصائل الفلسطينية تبدأ بلقاءات ثنائية بين فتح وحماس خلال فترة زمنية قصيرة ومتزامنة لإعادة الأوضاع في الضفة وقطاع غزة إلى سابق عهدها. وقال أبو مرزوق أنه سيتم تشكيل خمس لجان لمناقشة القضايا الخلافية حول الحكومة ومنظمة التحرير الفلسطينية والانتخابات الرئاسية والنيابية والأجهزة الأمنية والخامسة خاصة ببحث آليات العودة الى الأوضاع التي سادت قبل 14 جوان 2007 . وأضاف أن ما تقرره هذه اللجان سيطرح على حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى وما سيتم إقراره والتوافق عليه ستلتزم به حركة المقاومة الفلسطينية.