أبدت حركة النهضة استغرابها، حيال إثارة قضية رهبان تبحيرين من جديد بفرنسا، واعتبرت أنه ''كان أولى بفرنسا وجنرالاتها، أن يفتحوا تحقيقا حول المجازر الوحشية، التي ارتكبوها في حق أبناء الجزائر إبان احتلالهم لها''.وأكدت النهضة، في بيان توّج اجتماع مكتبها الوطني نهاية الأسبوع، وتلقت ''البلاد'' نسخة منه، أن ''إعادة فتح الملف من جديد، بعد أن قطعت الجزائر شوطا على طريق السلم والمصالحة الوطنية، محاولة يائسة من استعمار الأمس، لإبقاء الجزائر أسيرة لهذا الوضع''. وعرض البيان إلى مسألة الاستثمار الأجنبي بالجزائر، على خلفية قرار مجموعة ''إعمار'' الإماراتية مغادرة البلاد، فتساءل المكتب الوطني بهذا الخصوص، ''عن مدى جدية السلطات العمومية، في توفير الجو المناسب لاستثمار أجنبي جاد ومثمر (...) بدلا من التغني بشعارات الاستثمار دون اللجوء إليه''، واعتبرت الوثيقة مغادرة الشركة الإماراتية ''وجها من أوجه عدم الجدية، وعدم الحزم في هذا الشأن''. وطالبت النهضة السلطات، بتوفير المعلومات الكافية للرأي العام الوطني بخصوص قرار المغادرة، ''خاصة مع التخوف الذي أبداه الكثيرون حول الضغوط الممارسة، لإبقاء الجزائر أسيرة للاستثمار الأوروبي والفرنسي على وجه الخصوص''. كما عادت الوثيقة، إلى التذكير بالموقف السابق للحركة، بخصوص اعتماد جمعية يهودية بالجزائر، فدعت إلى ''سحب هذا الاعتماد للحفاظ على وحدة الشعب وسيادته'' ونبّهت إلى أن هذا الاعتماد، ''يعد سابقة خطيرة بالجزائر المستقلة''، وحذرت مما قد ينجر عن هذا الاعتماد من تداعيات، ''في وقت يهيب فيه الشعب الجزائري، برفض التطبيع مع اليهود بصفة جذرية''. وخلص البيان، على هذا الصعيد، إلى أن نظرة الشعب الجزائري تجاه اليهود، ''ستظل مرتبطة بالدور السلبي الذي لعبه اليهود أثناء ثورة التحرير، وارتباطهم باحتلال فلسطين، وتدنيس المسجد الأقصى من جهة ثانية'' . من جهة ثانية، استنكر المكتب الوطني للنهضة، تنظيم المهرجان الثقافي الإفريقي بالجزائر، الذي قال بشأنه إنه ''تهريج فلكلوري لا نجد له مبررا، ونعتبر أولوية الجزائر في احتضان نشاطات أخرى تعود بالنفع''. وتساءلت الوثيقة عن الفائدة التي تجنيها البلاد من وراء احتضانها المهرجان، وما يتطلبه من غلاف مالي ضخم، ''في الوقت الذي تعيش فيه شرائح كثيرة من الشعب الجزائري، دون عتبة الفقر''.