أكد مدني مزراف، الأمير السابق لما كان يسمى بالجيش الإسلامي للإنقاذ المحل، المسؤولية المباشرة لجماعة الجيا في اغتيال رهبان تبحيرين شهر ماي من سنة 96.وقال مزراف في اتصال مع ''البلاد'' إن الشهادات التي استقاها حول القضية أكدت بأن عناصر المجرم جمال زيتوني الذي كان على رأس إمارة ما كان يسمى بالجماعة الإسلامية المسلحة هم الذين اغتالوا الرهبان السبعة بعد اختطافهم. وقال مزراف المتواجد آنذاك في جبال بني خطاب بولاية جيجل، حيث معقل ''الأيياس''، إن عناصر ''الجيا'' الذين التي أعملوا القتل في الشيوخ والعجائز والأطفال واختطفوا النساء واعتدوا على الحرمات، في إشارة إلى المجازر الدورية والمتكررة التي ارتكبوها في حق الجزائريين بالقرى والمداشر، لن يترددوا في اغتيال رجال حرم الإسلام إيذاءهم. وفيما شدد مزراف على رفض التصريحات التي أدلى بها الجنرال الفرنسي، واعتبرها مجرد مزايدة تحمل خلفيات سياسية ابتزازية مغرضة ذات صلة بالعلاقات الجزائرية الفرنسية تستهدف مؤسسة الجيش غداة الاحتفال بذكرى الاستقلال، محيلا الفرنسيين على ماضيهم الاستعماري الحافل بجرائم الإبادة الممنهجة التي ارتكبت في حق الشعب الجزائري بالطائرات الحربية ومدافع النابالم عن سبق إصرار وترصد، مؤكدا أنه ''كان من الأجدر بالفرنسيين الاعتراف بجرائمهم في الجزائر طيلة 130سنة والتوبة عنها بدل النبش في قبر قضية ارتكبتها حثالة المجتمع الجزائري من منحرفي الجيا''. وعلى نفس المنوال الذي تحدث به مزراف، أكد ''للبلاد''، أحد العناصر البارزة ممن كان متواجدا في جبال المدية قبل النزول في إطار الوئام المدني، بأن عناصر الجيا هم الذين اغتالوا رهبان تبحيرين وذلك بناء على شهادات كان قد تلقفها وهو يتقصى الحقائق في القضية. وغير بعيد عن الشهادات التي قدمها مزراف والمصدر الثاني الذي فضل التكتم عن هويته، كان علي بن حجر الأمير السابق لما كان يسمى بالرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد المنشقة عن الجيا، بعدما حاول زيتوني فرض انحرافاته وشرع في أعمال القتل في قيادات تنظيمه على غرار محمد السعيد ورجام ولعمارة، أكد في رسالة أصدرها منذ سنوات أن جمال زيتوني وعناصره بالمدية هم الذين اغتالوا رهبان تبحيرين بعدما كانوا يعيشون آمنين في كامل المنطقة سواء في عهد سايح عطية أو بعده في عهد بن حجر. ولعل ما يؤكد صدقية ما أورده بن حجر هو أنه أحد أبناء المدية الذين لم يفارقوها طيلة سنوات الأزمة إلى أن عاد إلى الديار في إطار الوئام المدني بعدما فقد أحد ابنائه الذين مثّلت به عناصر الجيا بعد اغتياله.