أحالت السلطات الموريتانية أمس، مدير المخابرات الليبية السابق عبد الله السنوسي إلى القضاء بعد انقضاء مدة الحجز التحفظي التي كان يخضع لها منذ اعتقاله منتصف مارس الماضي إثر محاولته دخول التراب الموريتاني بجواز سفر مزور. ونقل موقع قناة «الجزيرة» عن مصدر قضائي قوله إن النيابة الموريتانية وجهت تهمة دخول البلاد بوثائق مزورة إلى السنوسي وأحالته إلى السجن المركزي في العاصمة نواقشط. وكان عبد الله السنوسي دخل موريتانيا في السادس عشر مارس الماضي عبر رحلة تابعة للخطوط الملكية المغربية قادمة من الدارالبيضاء، وتم اعتقاله في مطار نواقشط ونقله إلى جهة مجهولة حيث خضع لتحقيقات مطولة من قبل إدارة الأمن الموريتانية. وفي وقت سابق أوفدت طرابلس وفدا بقيادة مصطفى أبو شقور النائب الأول لرئيس الوزراء الليبي للتباحث مع الحكومة الموريتانية بشأن تسلم السنوسي منها، واستقبل الوفدَ الرئيسُ الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ومسؤولون كبار في الحكومة. وتضاربت الأنباء بعد مغادرة الوفد بشأن ما تم الاتفاق عليه بين الطرفين. وقال عضو الوفد والمتحدث باسم الحكومة الليبية ناصر المانع قبيل مغادرة الوفد مطار نواقشط قافلا إلى طرابلس إن الحكومة الموريتانية تعهدت لهم بتسليم السنوسي وإن الأمر ليس إلا مسألة وقت، لكن الحكومة الموريتانية نفت أن تكون قد تعهدت بتسليم السنوسي لأي طرف. وأكد ناصر المانع قبل يومين أن ليبيا مصرة على تسلم السنوسي وأنها تجري مفاوضات في هذا السياق مع الحكومتين الموريتانية والفرنسية. وكان الرئيس الموريتاني كشف في وقت سابق في مقابلة مع قناة «تي في5» أن السنوسي مريض ويعاني مشاكل صحية دون أن يكشف عن طبيعتها، لكنه أوضح أن وضعيته مستقرة ولا تبعث على القلق، مؤكدا أنه لم يتخذ بعد قرارا بشأنه. وبالإضافة إلى ليبيا تطالب كل من المحكمة الجنائية الدولية والحكومة الفرنسية بتسلّم السنوسي لملاحقته في «جرائم» يتهم بارتكابها خلال حكم العقيد الراحل معمر القذافي. من ناحية أخرى، أعلن بغدادي المحمودي، آخر رئيس وزراء في عهد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، الإضراب عن الطعام داخل سجنه في تونس احتجاجا على احتمال تسليمه إلى ليبيا. وقال المحامي مبروك كرشيد رئيس هيئة الدفاع عن المحمودي في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية إن موكله «دخل في إضراب عن الطعام منذ السبت الماضي بعد إدلاء حمادي الجبالي رئيس الحكومة التونسية بتصريحات صحافية الأسبوع الماضي ألمح فيها إلى احتمال تسليم المحمودي إلى طرابلس». وأعلن الجبالي في مؤتمر صحافي مشترك عقده في تونس في السابع عشر من ماي مع نظيره الليبي عبد الرحيم الكيبي أن تونس «لن تكون ملجأ لمن يهدد أمن ليبيا» وذلك ردا على سؤال بشأن مصير المحمودي المعتقل في تونس منذ سبتمبر 2011. أ. س/ وكالات