تزايدت حالات الجريمة بشكل ملحوظ في المراكز الحضرية بمدينة الشلف في الفترة الاخيرة، نتيجة تصاعد وتيرة بعض الممارسات والمظاهر المهددة لأمن وسلامة المواطنين من اعتداءات على المارة واعتراض سبيلهم في الطرقات العامة تحت طائلة التهديد والضرب والجرح والنشل والسرقة بالإضافة إلى السطو على البيوت. ومست الحالات الاجرامية ذاتها احياء مداحي (زبوج)، السلام، الشرفة «البدر»، الحرية والإخوة عباد، رغم الجهود الأمنية الرامية إلى تقويض بؤر الجريمة. وتفيد المعطيات المتوفرة، أن نسبة الجريمة بما فيها السرقة والسطو، قد ارتفعت خلال الشهرين الاخيرين، وسجلت زيادة تقدر بحوالي 5 في المائة مقارنة بالأشهر الفارطة. وتعد مناطق الشرفة، مداحي والحرية، نقاطا أمنية سوداء بالمدينة، نظرا لما تعرفه من ارتفاع واضح في معدلات الجريمة بمختلف أشكالها إذ تتفوق هذه المناطق في عدد القضايا المنجزة بالمراكز الأمنية الحضرية التابعة لها على خلاف نظيراتها في ذات المدينة، رغم أن مصالح الشرطة القضائية لأمن الولاية تمكنت من توقيف العشرات من المنحرفين والمبحوث عنهم من قبل الجهات القضائية في الفترة الممتدة بين فيفري وأفريل من السنة الجارية بتهم النشل والسرقة والسطو والضرب والجرح العمديين، لدرجة بلوغ معدل الموقوفين 30 شخصا في الشهر. وتخلف هذه المظاهر الإجرامية والممارسات السلبية، قلقا واستياء بالغين لدى سكان الأحياء الشعبية المذكورة خصوصا حي مداحي، الذين تولد لديهم إحساس بالخوف على ذواتهم وأبنائهم، بعدما تعرضت أكثر من 7 بيوت في اقل من 12 يوما للسطو وفقدوا أعز ممتلكاتهم من أجهزة إلكترونية وحلي وأموال حسب تصريحات الضحايا، مع العلم انهم ناشدوا الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل للحد من حالة اللاأمن التي تعيش العائلات على إيقاعها. ورغم كل الجهود التي يبذلها رجال الأمن بالمدينة، من خلال قيامهم بحملات تمشيطية، تسفر في غالب الأحيان عن اعتقال عدد من اللصوص والمجرمين المبحوث عنهم بموجب مذكرات بحث وطنية ومحلية وتدخلات أدت بعضها إلى مطاردات هوليوودية، ما زالت أجواء التذمر منتشرة بين سكان 3 أحياء، وذلك في ظل محدودية الإمكانيات المتوفرة التي لا تتلاءم مع الاتساع والتطور العمراني للمدينة، علاوة على غياب الحس المدني لبعض الأولياء ورفضهم التبليغ عن الجريمة حال وقوعها. وأفادت مصادر مطلعة ل«البلاد»، أن الجريمة اتخذت صيغا جديدة عجزت أمامها كل المحاولات الأمنية، مؤكدة (المصادر) ضرورة تعزيز الموارد البشرية وتوفير التجهيزات التي تعد أساسية في إطار مكافحة الجريمة بكل أصنافها. وكان عدد من الفاعلين والمهتمين بالجانب الأمني بالمدينة، أكدوا في كثير من المناسبات، حقيقة تصاعد وتيرة انتشار الجريمة ذات الأبعاد المختلفة. كما أكدت المصادر نفسها أنه من بين الأسباب الرئيسة لتنامي ظاهرة الإجرام بالمدينة تعود إلى استفحال ظاهرة الوافدين على المدينة الذين يتحولون بعد انسداد الآفاق في وجوههم إلى أداة ضاربة في الجريمة بحثا عن قوتهم اليومي بشتى الوسائل ناهيك عن غياب الإرادة وروح المسؤولية لدى بعض الجهات المنتخبة، التي تتخذ موقف المتفرج وتساهم، بطرق أخرى في تفريخ مزيد من أوكار الجريمة لمجهولي الهوية. من جانب آخر، أكد عدد من سكان حي مداحي ل«البلاد»، أن الأسبوع الأخير شهد اقتحام بيوت مسؤولين يعملون بقطاعي التعليم والمحكمة من قبل مجهولين وقاموا بسرقة ممتلكات الضحايا وقد تعرض موظف بسلك العدالة إلى سرقة في وضح النهار، ما يعطي انطباعا قويا بوجود قاعدة خلفية للعصابات الاجرامية ذاتها، تقوم بتمهيد أرضية السطو ورصد تحركات الضحايا قبل اعطاء إشارة الاقتحام التي قد تكون في وضح النهار، واعتبر أحد السكان أن هؤلاء الأشخاص هم من يشكلون خطورة حقيقية على الأمن الاجتماعي.