استغرب قاضي التحقيق الفرنسي الذي كان مكلفا بملف اغتيال رهبان تبحيرين، جون لويس بروغيير، إثارة الجنرال بوشوالتر للقضية بعد مضي 13سنة عليها. وقال إن الملحق العسكري الأسبق بالجزائر ''كان بإمكانه أن يتصل بي في أي وقت، وكنت سأستمع إليه على الفور، لكنه رغم ذلك انتظر 13سنة ليتوجه إلى العدالة''. وأضاف بروغيير أن بوشوالتر ''لم يتهم في السابق الجيش الجزائري بقتل الرهبان مثلما يفعل اليوم''. كما رد القاضي المكلف بقضايا الإرهاب، في حوار لمجلة ''لكسبريس'' الفرنسية نشرته أول أمس، على محامي أقارب الرهبان المغتالين باتريك بودوان، الذي كان قد اتهم القاضي بأنه ''طوى ملف القضية باسم الحفاظ على مصالح الدولة، من خلال رفضه سماع إفادة الجنرال بوشوالتر أثناء التحقيق''، فوصف بروغيير هذه الاتهامات بأنها ''جدل إديولوجي محض''، وأنها ''أكاذيب مشينة يبحث صاحبها عن الشهرة'' . وكشف بروغيير عن بعض التفاصيل بخصوص التحقيق الذي تولاه، وخلص من خلاله إلى مسؤولية الجماعة الإسلامية المسلحة ''جيا'' عن اغتيال الرهبان، فذكر بروغيير أنه استمع إلى رئيس الرهبان الأب فييو، وتنقل بعدها إلى الجزائر لجمع معطيات تخص التحقيق. وعن هذه المحطة يقول بروغيير ''لم تكن الأمور سهلة، لأن الجزائر رفضت في 1995لجنة دولية لتقصي الحقائق، وكان عليّ أن أبذل جهدا كبيرا للتنقل إلى هناك في السنة الموالية''. وأشار إلى أنه اطلع على بيانات ''الجيا'' التي تبنت فيها اختطاف الرهبان. وعند عودته إلى فرنسا استمع إلى إفادات الأشخاص الأقرب، حسبه، إلى القضية ويتعلق الأمر بسفير فرنسابالجزائر ميشال لوفاك، ومدير ديوان وزير الخارجية هوبير كولين دي فرديير. واستقبل كذلك الجنرال روندو الذي كان قد تنقل إلى الجزائر في مهمة لحساب مديرية أمن الإقليم (دي.أس.تي)، وأخيرا مسؤول المديرية العامة للأمن الخارجي جاك دواتر.