أفاد مصدر دبلوماسي أمس، في تصريح لالبلاد، أن القاضي الفرنسي مارك ترافيديك، سيستدعي في الشهر القادم العديد من الشهود في قضية مقتل الرهبان السبعة بتبحرين بولاية المدية سنة 1996من بينهم دبلوماسيين سابقين شغلوا مناصب سامية في الفترة التي أعقبت مقتل الرهبان، ومن بين الأسماء التي يرتقب استدعاؤها من قبل القاضي ترافيديك السفير الفرنسي الأسبق في الجزائر هاربت كولين دو فيرديار الذي كان يشغل منصب مدير ديوان وزير الخارجية الفرنسي آنذاك، ورجح المصدر ذاته أن تكون تصريحات دوفيرديار نقطة تحول في قضية مقتل الرهبان الفرنسيين باعتباره شاهدا على القضية بحكم ترأسه للدبلوماسية الفرنسية لمدة أربع سنوات على التوالي. كما رجح المصدر ذاته، استدعاء القاضي الفرنسي ترافيديك للقاضي جان لويس بروغيير الذي تكفل بملف الرهبان السبعة سنة 2007.ومن المحتمل أن يتم حسب مصادرنا تنظيم مواجهة بينه وبين الجنرال المتقاعد بوشوالتر مفجر قضية مقتل الرهبان السبعة مؤخرا، والذي كان يشغل منصب الملحق العسكري الأسبق بالسفارة الفرنسية. ومن بين الشهود الذين يرتقب أن يدلوا بدلوهم في القضية المثيرة للجدل السفير الأسبق بالجزائر هاربت كولين دو فيرديار الذي كان يشغل سنة 1996مدير ديوان وزير الخارجية الفرنسي آنذلك هرفي دو شارت ومعروف باضطلاعه الكبير بالواقع الجزائري بحكم شغله لمدة خمسة سنوات منصب الكاتب الأول للسفارة الفرنسة في الجزائر مابين سنة 1975و1977. كما شغل منصب المستشار الثاني لغاية سنة 1979قبل أن يعين سفيرا لفرنسابالجزائر سنة 2002 إلى غاية سنة 2004. وقد صرح خلال الإدلاء بشهادته لدى القاضي بروغيير في أفريل 2007عندما تكفل بقضية مقتل الرهبان السبعة، بأنه كان حريصا على التأكيد أن الانشغال الأول للسلطات الفرنسية يتعلق بتفادي وقوع أي خطأ يمكن أن يؤدي لمقتل الرهبان الذين كانوا رهائن لدى الجماعة الاسلامية المسلحة (الجيا)، كما صرح دو فرديار أن رئيس المخابرات الفرنسية ''دي أس تي'' آنذاك الجنرال روندو كان مكلفا بمتابعة قضية اغتيال الرهبان السبعة بالجزائر، حيث أرسل لضمان إصابة الرهبان السبعة بأي أذى بالتعاون مع قوات الجيش الشعبي الجزائري وعناصر الأمن بمنطقة تبحرين. وقد أكد السفير الفرنسي الأسبق بالجزائر في تصريحاته على حرص أولوية السلطات الفرنسية وحرص السلطات الجزائرية بعدم إصابة الرهبان. ويرى المتتبعون لقضية مقتل الرهبان السبعة بتبحرين سنة 1996وما خلفته من حرب غير معلنة بين باريس والجزائر، أن شهادة دو فرديار تعتبر حلقة جد هامة في تحقيق القاضي ترافيديك وهو قاضٍ معروف بإمساكه زمام أمور قضايا ذات صلة بأمن الدولة ومن بين أهم القضايا التي فصل فيها محاولات اغتيال الرئيس الرواندي سنة . 1994وصعّدت فرنسا من تصريحاتها تجاه الجزائر بخصوص قضية مقتل الرهبان السبعة بتبحرين سنة 1996خاصة بعد أن أدلى ساركوزي بدلوه في القضية وطالب برفع السرية عنها بعد اتهام الجنرال الفرنسي السابق بوشوالتر بتورط الجيش الجزائري في مقتل الرهبان ورغم محاولة فرنسا التأكيد أن القضية لن تؤثر في العلاقات الثنائية بين البلدين، إلا أن الجزائر التزمت الصمت واعتبرت الملف مغلقا حسب مصادر دبلوماسية خاصة بعد شهادة الأمير السابق للجماعة المسلحة الجيا عبد الحق لعيايدة المتضمنة التأكيد على مقتل الرهبان السبعة من قبل جماعته.