ب.عبد السلام / ع س قال أبوجرة سلطاني، إن الفرنسيين تورطوا بالجزائر في الماضي والحاضر وانتقد زعيم حمس الخرجة الفرنسية الأخيرة بشأن قضية رهبان تبحرين، معتبرا أنها مجرد زوبعة في فنجان. وأضاف على هامش فعاليات الاختتام الرسمي للمخيم الصيفي للحركة بمدينة هنين الساحلية بتلمسان، أن إثارة هذا الملف وبهذه الطريقة من شأنه أن يحرر الرئيس من التزاماته أمام الفرنسيين. وتفاءل زعيم حمس بالمستقبل وهو يتحدث إلى أنصاره، مشيرا إلى أن الجزائر عانت في الماضي من الاستعمار ثم عانت في الماضي القريب من الإرهاب وهاهي التطلعات اليوم تتجاوز بناء الجامعات والمعاهد ودور التعليم والتكوين إلى المستقبل الرحب، ورغم خلو الكلمة التي تقدم بها زعيم حمس يوم أمس بهنين من أي إشارة إلى العديد من القضايا السياسية التي تمر بها الحركة، فإن رمزية المكان كانت الرسالة الأكثر وضوحا لمناضلي الحركة الذين تواجدوا يوم أمس بواجهة تلمسان التاريخية، حيث أشرف رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني على اختتام فعاليات المخيم الصيفي للمكتب الولائي بتلمسان الذي نظمه بشاطئ هنين وأشرف في الثامن جويلية على فعاليات افتتاحه رئيس مجلس الشورى لحمس عبد الرحمن سعيدي. أبوجرة الذي زار أمس هنين قادما من مستغانم، تحدث إلى المشاركين في المخيم الصيفي وأمام نحو 400مشارك عن القيم الأخلاقية والمؤسسات الاجتماعية والتربوية في الجزائر، مركزا على المدرسة الجزائرية والمنظومة التربوية بصفة عامة. وتحدث أبوجرة عن أهمية تطوير المدرسة الجزائرية ومواكبتها لمجالات العصرنة مع الحفاظ على الأساسيات التي تعتبر المرجعية الفكرية اللغوية والتاريخية والدينية للأمة. كما شدد على ضرورة بعث دور أكثر أهمية. رحّب بنظام الكوطة في المشاركة السياسية للنساء من جهة أخرى، أكد رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني أن ''الحقوق السياسية للمرأة جزء من حقوقها الكلية ولعله الجزء الأخير من الحقوق التي لا بد أن تتبع بالحقوق الاجتماعية والثقافية والاقتصادية''. ركّز رئيس حركة مجتمع السلم خلال إشرافه بالمركز الثقافي الإسلامي بمستغانم على افتتاح الملتقى النسوي الجهوي الأول لولايات غرب الوطن الذي نظمته الأمانة الوطنية للمرأة وشؤون الأسرة لحزبه تحت شعار ''نحو مساهمة فعالة في بناء المجتمع'' على الدور الفعّال للمرأة الجزائرية في بناء المجتمع مذكّرا بإنجازاتها ومشاركاتها في الثورة التحريرية ومعركة التشييد.. وذكر سلطاني في شرحه للدور الفعال للمرأة في بناء المجتمع خمس ملفات تتمثل في ''المحافظة على الأنماط الأسرية للعالم الإسلامي'' و''تسلح المرأة بالعلم'' و''رفض النماذج العولمية للعلاقات الأسرية'' و''التنمية من جانب المرأة بكل مستوياتها الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والحضارية'' و''التمسك بالمبادئ والقيم والثوابت الوطنية الإسلام واللغتين العربية والأمازيغية. وفي معرض حديثه عن هذه المحاور ألح رئيس حمس على ''استصحاب الأسرة بالعودة إلى منابعها بالتمسك بثوابتها ومبادئ الأسرة التي واكبت الثوار والمجاهدات''. وأضاف سلطاني أن حركته تقبل بالحصص للمرأة مرحليا، مشيرا إلى أن المرأة قادرة على حمل العبء مثل أخيها الرجل في جميع المجالات السياسية والقضائية والاقتصادية والثقافية. وفي تطرقه للعولمة وتجارب البلدان الأخرى، صرح رئيس حركة مجتمع السلم ''إننا نريد نماذج جزائرية ولا نريد تجربة مستوردة''، وأيضا ''لا نريد تفوقا سياسيا مقابل تخلف في المجال الاقتصادي، إننا نريد توازنا بين المجالات''. وأضاف سلطاني في السياق نفسه ''إننا نعيش في عالم متقلب وأزمات، وعلى ضوء ذلك علينا أن نفهم ما يجري من متغيرات للحفاظ على الثوابت من ميراث المجاهدين ونأخذ من هذا العالم الإيجابيات ونترك السلبيات''. وفي لقاء صحفي، ذكر أبو جرة سلطاني أن حزبه سينظم قريبا ملتقى جهويا آخر خاصا بالمرأة بجنوب البلاد يتناول جوانب تربوية ودينية وقضايا تنموية.