استبعد موسى بن حمادي الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر، أول أمس، إمكانية استرجاع 40 مليار دينار من مستحقات الشركة من إجمالي 70 مليار دينار ورثها عن المسؤولين السابقين، كونها ديونا لمؤسسات لم تعد موجودة مستحقة ولوزارة البريد والمواصلات السابقة'' على حد قوله، مشيرا في ذات السياق إلى أن الوزارات والمؤسسات العمومية أيضا لديها ديون لدى اتصالات الجزائر. وقال بن حمادي خلال ندوة صحفية نشطها بمقر الشركة بالمحمدية أول أمس الخميس، إنه استرجع حتى الآن 30 مليارا بفضل فريق مختص عمل دون توقف. وبخصوص النزاع القائم بين المجمع التاريخي والممول بخدمات الانترنت ''إيباد'' أكد موسى بن حمادي أن اللجنة التي نصبها وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال تعكف حاليا على التدقيق في الفواتير كون ''ايباد'' احتجت على حساب المجمع التاريخي لأيام عرفت فيها شبكتها تعطلات وقطع الربط بالانترنت، وذلك ما يرفضه نوار حرزالله بالرغم أن الاتفاقية بين الشركة العمومية والخاصة تؤكد تعويض اتصالات الجزائر لكل التعطلات وهو ما لم يتم. وأشار بن حمادي أن فوجي العمل المشرفين على رصد التعطلات وإعداد الفواتير سيخرجان بنتيجة تسمح بمعرفة الديون الحقيقة وإعداد رزنامة الدفع التي سيلتزم الممول الخاص بخدمات الانترنت بتنفيذها. وأبدى بن حمادي رضاه عن ''ايباد''، مخفضا من حدة خطابه تجاه منافسه، بعد أزمة عميقة بلغت مداها إلى درجة قطع الربط بالانترنت في وقت السابق عن عملاء الشركة، قائلا ''إن الجزائر تحتاج إلى متعامل مثل ''ايباد'' الرائد في تكنولوجيات الإعلام والاتصال بعد شركته وتشجع ظهور مثل هؤلاء المتعاملين الذين يقدمون قيم مضافة''. وقال المتحدث: ''أتمنى أن يكون هناك ''ايباد'' آخر لأن اتصالات الجزائر لا يمكنها أن تواجه التطور السريع الذي تعرفه التكنولوجيات لوحدها''، في إشارة إلى أن سوء التفاهم انتهى بين شركته ومنافسها في سوق الانترنت. من جهة أخرى أشار الرئيس المدير العام إلى أن المجمع التاريخي خسر 3 مليار دينار في شبكة الهاتف الثابت اللاسلكي، بسب شراء أشخاص للخطوط بوثائق مزورة يستعمل الشبكة مدة شهر ويأخذ أخرى بوثائق مغايرة، مرجعا أسباب ذلك إلى سوء التسيير في السابق. وجاءت تصريحات بن حمادي في اليوم الأخير من فعاليات الجامعة الصيفية في طبعتها الرابعة ليعلن خلالها عن مشروع لدعم وتشجيع الكفاءات الجامعية في إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة خاصة بهم، مشيرا إلى أن الجزائر ستعوض البترول بالموارد البشرية، كما أنه لا يمكن خلق مناصب شغل دون خلق مؤسسات جادة تتجه نحو بعض النشاطات التي تهم اتصالات الجزائر عبر توجيه المتخرجين إلى العمل في المؤسسات المتعاقدة مع المجمع وتخفيف الأعباء عنهم. وكشف بن حمادي في نفس السياق أنه سينشئ فضاءات مجهزة بكل الوسائل الضرورية تعنى بتشجيع الإطارات والطلبة على خلق مؤسسات جديدة، داعيا في هذا الشأن إلى ضرورة ''توسيع دائرة المشاركة'' في تشجيع خريجي الجامعات وتخفيف العبء عن المتخرجين وتشجيع التطور العلمي والإبداعي. وأوضح بن حمادي أن مجمع اتصالات الجزائر وفي إطار دعمه لاستحداث هذا النوع من المؤسسات لديه علاقات تعاون مع عديد من الجامعات على غرار جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا، وجامعة المدية إضافة إلى مؤسسات أخرى وجمعيات مهتمة بالبحث والابتكار بالتعاون مع الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب والصندوق الوطني للتأمين عن البطالة لترقية البحث الإبداعي وإنشاء 50 مؤسسة خدماتية، مذكرا بالتجربة الجارية منذ 3 سنوات لإنشاء 50 مؤسسة وهي مدعمة من طرف البرنامج الأوروبي ''تامبيس'' ومتعاملين اقتصاديين خواص وعموميين وجامعات. وذكر ذات المسؤول إلى أن الجامعة الصيفية ستحط مستقبلا بعدة مدن بالوطن وذلك بتنظيم لقاءات مع الشباب الجامعي والطلبة المتخرجين الجدد أو الجامعيين الذين لديهم تجربة في إنشاء هذا النوع من المؤسسات.