[بلخادم 2] يوجد فارق كبير بين عملية الإطاحة بالأمين العام السابق المرحوم عبد الحميد مهري في انقلاب علمي، ومحاولة الإطاحة بالأمين العام الحالي عبد العزيز بلخادم مثلما يوجد فارق في كيفية الإطاحة به. الذين أطاحوا بمهري من أصحاب بلخادم مثل بلعياط وحجار سعوا إلى تغيير سياسة الحزب بعد أن خرج إلى المعارضة، وهو ما أزعج السلطة التي فقدت غطاءها السياسي التقليدي، والذين يريدون الإطاحة ببلخادم يبحثون عن تعزيز مواقع شخصية لهم دون الخروج عن مبدأ استمرار الحزب في أداء دورة المرسوم له. والاختلاف قائم أيضا بين المسؤولين الحزبيين في طريقة التصويت على العزل، فمهري قبل بمبدأ التصويت السري عن طريق اللجوء إلى الصندوق كما طرحها بعض أعضاء اللجنة المركزية تفاديا لإحراج أي أحد، وهو ما يعكس ثقته في نفسه وفي صواب اختياراته. أما بلخادم فقد غير رأيه بعد أن وافق في الأول على مبدأ التصويت السري مطالبا باستخدام أسلوب رفع اليد وهو ما يضع عددا من الغاضبين في موقف حرج. هذا التغيير في أسلوب الإطاحة بالأمين العام يثبت أن بلخادم لا يملك ثقة كبيرة في نفسه، ويعتقد أن اللجوء إلى رفع الأيدي قد يسبب إحراجا لبعض الوجوه مما يجعلهم يتراجعون عن قرارهم. أما الذين يزعجهم هذا الأسلوب في الإطاحة فهم أكثر جبنا وتملقا وتزلفا ومعاملة ولا يعول عليهم كمناضلين حقيقيين يؤمنون بقضية. فالنضال غير الخبزوي، إن وجود، هو موقف في نهاية الأمر، ويفترض أن يمارسه صاحبه في العلن أو في السر دون أن يخشى أحدا، وشتان بين التجربتين في قبول قوائم اللعبة الانتخابية ما بين من يتوجس خوفا من الصندوق، والذي يقدم استقالته طوعا بعد أن يصوت ضده عدد من المعارضين دون أن يكتمل النصاب لتقديم الاستقالة.