ارتفعت حدة الاشتباكات والمعارك بين ميليشيات المسلحين من الزنتان وقبيلة المشاشية الدائرة في مزدة والشقيقة بالمنطقة الغربية من ليبيا بشكل منذر بخطر كبير أصبح يتهدد هذا البلد الذي يريد طي صفحة الفوضى في وقت قصير. وقالت مصادر مطلعة قريبة من مواقع النزاع، وفق تقرير للموقع الإخباري «العرب أون لاين»، إن عددا من المدنيين الليبيين اختنقوا بغاز سام مجهول الهوية، أكد شهود أنه غاز كيمياوي أطلقته كتائب الزنتان ضد مقاتلين من قبيلة المشاشية ما حدا بالسلطات الليبية التي دفعت بقوات من الجيش الليبي إلى أرض المعركة، إلى نفي أي استخدام للأسلحة الكيمياوية في الهجمات التي جرت في المنطقة المضطربة. ويقول مراقبون إن هذا التطور المخيف في طبيعة اقتتال قبلي إن وقع حقيقة، فهو مؤشر على أن ضبط الأمور في ليبيا لن يكون سهلا على السلطات الليبية، وأن الذين يتربصون بالبلاد هم أقوى في الوقت الراهن من أي تصور يحلم بإعادة بناء الدولة الحديثة بأسرع وقت ممكن. وذكر مصدر طبي بمستشفى غريان القريب من أماكن الاشتباكات أن المستشفى استقبل أكثر من ثمانين حالة اختناق بغاز لم يعرف نوعه وطبيعته نتيجة قصف قامت به قوات من كتائب الزنتان على منطقة الشقيقة موطن قبيلة المشاشية. وطالب المرصد الليبي لحقوق الإنسان بضرورة تشكيل لجنة لتقصى الحقائق والتحقيق باستخدام غاز كيماوي ضد المدنيين بمنطقة الشقيقة من قبل كتائب الزنتان. ونفت الهيئة الوطنية الليبية لمتابعة تنفيذ اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية في ليبيا، أي استخدام للأسلحة الكيمياوية من قبل القوات النظامية في مدينة الزنتان في المواجهات التي اندلعت بمنطقة جبل نفوسة جنوب غرب طرابلس.
من ناحية أخرى، كان المجلس الانتقالي الليبي وجه منذ أيام، أوامر للجيش الليبي وإلى رئاسة الأركان باستعمال القوة وسلاح الجو لتدمير أي مدرعات أو أسلحة ثقيلة مهما كان نوعها بصورة فورية إذا لم تتوقف المعارك الدائرة بين المسلحين من الزنتان وقبيلة المشاشية في منطقتي مزدة والشقيقة جنوبي غرب البلاد. وأعلنت الحكومة الليبية منطقة الزنتان والمزداح والشقيقة مناطق عسكرية مغلقة مع استمرار الاشتباكات بين مسلحين فيها. وخولت الحكومة قوى الأمن استخدام القوة ضد أي انتهاكات للقرار.
وبلغت الاشتباكات في هذه المنطقة الواقعة غرب العاصمة الليبية طرابلس، أوجها نهاية الأسبوع المنقضي وبداية الأسبوع الجاري. واتهمت السلطات الليبية أبناء معمر القذافي وفلول نظامه بالتآمر على الشعب الليبي وثورته والتخطيط لحرب أهلية.