تواصلت يوم أمس الاشتباكات بعدد من مناطق غرب ليبيا. وحسبما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر طبي ليبي، فقد اختنق ثمانون ليبيا بغاز يعتقد بأن ثوار الزنتان قد استخدموه في قصف مدينة الشقيقة التي تعتبر موطنا لقبيلة المشاشية، والواقعة جنوب غرب العاصمة طرابلس بحوالي مائة وثمانين كيلومترا. ذكر تقرير الوكالة الفرنسية للأنباء أنه إلى حد الآن لم يعرف لا نوع الغاز المستخدم ولا طبيعة القذائف التي حملته، وأكد من جهته المرصد الليبي لحقوق الإنسان استهداف مدينة الشقيقة بغاز كيماوي من المليشيات المسلحة الموجودة في الزنتان، مشيرا إلى أن تشخيص الأطباء في مشفى غريان أكد هذه المعلومات، وتحدث عن تفاوت أعراض المصابين ما بين الاختناق والقيء والتبول اللا إرادي وتشنج في الأعصاب نتيجة استنشاقهم لغاز كيماوي. وتساءل المرصد الليبي كيف يمكن لكتائب الزنتان أن تحتفظ بغاز كيماوي على هذا النحو بعيدا عن سيطرة الدولة، وطالب بضرورة تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في هذه الجرائم وتحديد المتورطين فيها، وشدد المرصد على أن الضحايا غير مصابين بالرصاص. كما نسبت الوكالة للمتحدث باسم هذه القبيلة أن 34 شخصا قد قتلوا في القصف المدفعي الذي يستهدف المدينة منذ يوم الإثنين الماضي، كما سجل إصابة 80 شخصا بهذا القصف الذي أعقب التسمم. بالموازاة تواصلت أمس أعمال الملتقى الثالث للقبائل الليبية، المنعقد بوادي الشاطئ جنوب ليبيا تحت شعار ''اللحمة الوطنية من أجل ليبيا''، بمشاركة عدد كبير من القبائل الليبية، وخلال هذا الملتقى تم تشكيل لجنة للمصالحة بين قبيلتي المشاشية والزنتان، على أمل الوصول إلى اتفاق ينهي القتال بين الفرقاء.