خلق موضوع التربية الإسلامية لامتحانات شهادة التعليم المتوسط، الذي اعتمدت فيه وزارة التربية الوطنية سلمي تنقيط اثنين الأول يخص التلاميذ الذين درسوا سورة «فصلت» والثاني يخص التلاميذ الذين لم يدرسوا الدرس بسبب حذفه من طرف بعض الأساتدة، جدلا كبيرا وفوضى في مراكز تصحيح أوراق الامتحانات التي انطلقت أمس، حيث تباينت آراء الأساتذة حول كيفية اعتماد سلم التنقيط الثاني الخاص بالتلاميذ الذين لم يدرسوا سورة «فصلت» لتفادي ظلم التلاميذ. علما أن المفتشية نقلت 3,5 نقاط من السؤال الأول إلى الوضعية الثانية، واحتفظت بنقطتين ونصف في السؤال الأول، وهو ما رفضه الأساتذة باعتبار أن أسئلة الموضوع الأول مترابطة، في حين أن البعض قرر اعتماد السلم. وزعت صباح أمس مراكز الامتحان البالغ عددها 75 مركزا عبر الوطن على الأساتذة المصححين في مادة التربية الإسلامية سلمين للتنقيط في مادة التربية الإسلامية، وقد سمحت الجولة التي قادتنا أمس إلى مراكز التصحيح على غرار مركزي مصطفى لشرف بباب الزوار وكذا وريدة مداد ببلفور وغيرها من المراكز، بالاطلاع على سلمي التنقيط، حيث يعتمد السلم الأول الذي يعني المترشحين الذين أجابوا على السؤال السالف الذكر 12 النقطة بالنسبة للوضعية الإدماجية التي تتضمن تمرينين وهذا من خلال وضع 6 نقاط على كل تمرين والعلامة الكاملة للوضعية الثانية التي تم منحها 8 نقاط في حين أن السلم الثاني المتعلق بالذين لم يجيبوا على السؤال بتحويل 3.5 نقطة التي تخص السورة للوضعية الثانية التي صعد تنقيطها إلى 9.5 عوض 7 في حين يتم الإبقاء على النقطتين والنصف الخاصة بالجواب الثاني والثالث الخاصة بشرح الكلمات والتوجيهات الربانية المستنبطة من الآية، وهو ما خلق إشكالا كبيرا وسط الأساتذة الذين طال النقاش بينهم إلى غاية المساء دون أن يجدوا مخرجا للإشكال يمكنهم من مباشرة التصحيح. وأكد الأساتذة المصححون في مادة التربية الإسلامية أنهم لم يصلوا إلى أي حل لتصحيح الأوراق، فيما يتعلق بالوضعية الأولى من الموضوع الخاص بسورة «فصلت»، التي لم يدرسها بعض التلاميذ في بعض المؤسسات التربوية، حيث قامت المفتشية العامة للبيداغوجية باعتماد سلمين للتنقيط من أجل تكييفهما مع التلاميذ الذين درسوا والذين لم يدرسوا ذلك الدرس، إلا أن الإجراء حسب الأساتذة لم يفصل في الجدل القائم، حسبهم، لأن السلم الثاني المعتمد لم يراع مصلحة التلميذ، حيث تضمن نقل النقاط 3.5 نقطة المتعلقة بالجواب الأول الخاص باستظهار الآية الكريمة من سورة «فصلت» مع الشكل إلى الوضعية الثانية التي تنقط على ست. أما فيما يتعلق بالجواب الثاني والثالث من الوضعية الأولى والتي احتفظ سلم التنقيط على نقطتين ونصف للتلميذ الذي أجاب على السؤالين، واللذين يتعلقان بشرح معنى الكلمات والتوجيهات الربانية المستنبطة من هذه الآيات. أساتذة يقترحون منح التلاميذ الذين لم يدرسوا سورة «فصلت» 2.5 كاملة وأخرون يقترحون منحهم 0 بسلم 17.5 عوض 20 وحسب رئيس لجنة تصحيح مادة التربية الإسلامية بالمركز نفسه، فإن لإشكال المطروح فعلا في سلم التنقيط الثاني، هو الخطأ الخاص بإبقاء النقطتين والنصف من الوضعية الأولى، مبررا أن الجوابين الثاني والثالث متعلق بالجواب الأول وهو من نفس الدرس الذي لم يدرسه التلاميذ، متسائلا كيف يمكن لتلميذ لم يحفظ السورة من الإجابة على شرح المفردات وإعطاء التوجيهات الربانية المستنبطة منها، وفي هذا الاطار اقترح الأساتذة في تقرير تم توجيهه إلى رئيس المركز الذي وجهه بدوره إلى وزارة التربية الوطنية أن يتم إعطاء 2.5 نقطة الخاصة بالجوابين الثاني والثالث للتلاميذ سواء أجابوا أم لا، في الوقت الذي طالب فيه أساتذة بعض مراكز التصحيح بإعطاء علامة 0 للتلاميذ الذين لم يجيبوا على هاذين السؤالين وهو ما يعيني حسب المصححين أنه سيتم اعتماد سلم ب 17,5 بدل 20. من جانب آخر تساءل الأساتذة المصححون عن كيفية التعامل مع ورقة التلاميذ الذين لم يدرسوا ذلك الدرس ولم يجيبوا عن السؤال الأول كاملا. وتضمنت أوراق إجاباتهم «أنا لم أدرس الدرس»، حيث طالب الأساتذة رئيس المركز بأن يوجههم في كيفية التعامل مع هذه الحالة، لتفادي ظلم التلاميذ. تجدر الإشارة الى أن هذا الإشكال خلق فوضى كبيرة في أوساط أساتذة المادة خاصة في ظل غياب المفتشين، وحتى لدى رؤساء مراكز التصحيح الذين فضلوا الاتصال بزملائهم في باقي المراكز لتوحيد الإجراء في حال عدم تدخل الوزارة الوصية. تجدر الإشارة الى أن موضوع مادة التربية الإسلامية تضمن الوضعية الأولى التي خصصت لها 6 نقاط، درس لم يقدمه العديد من الأساتذة في مختلف مناطق الوطن. وتحتوي الوضعية الأولى في موضوع الامتحان 3 أسئلة جزئية يتمثل أولها في استظهار الآيات من 43 إلى 63 من سورة «فصلت» كتابيا مع الشكل، ثم شرح معنى «ولي حميم» وكلمة «ينزغنك»،وثالث سؤال يتضمن مطالبة المترشحين باستخراج 3 توجيهات تتضمنها الآيات الواردة في سورة «فصلت» التي تم حذفها من البرنامج من طرف بعض الأساتذة. إنذارات للأساتذة الذين حذفوا درس «الاستقامة» قررت مديريات التربية عبر الوطن، توجيه إنذارات لأساتذة مادة التربية الإسلامية الذين قاموا بحذف درس الاستقامة الذي تضمن سورة «فصلت» لتلاميذ السنة الرابعة متوسط، من المقرر الدراسي، خاصة أن عملية الحذف كانت تلقائية منهم. ويأتي قرار إدراج عقوبات في حق هؤلاء بعد التحقيق الذي فتحته وزرارة التربية الوطنية حول الموضوع بعد احتجاج التلاميذ على عدم تلقيهم موضوع السؤال. وكان مدير الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات علي صالحي، قد أكد في وقت سابق أن المسؤولية الكاملة يتحملها الأساتذة الذين لم يلتزموا بالمقرر الدراسي وقاموا بحذف الدرس من تلقاء أنفسهم، ولم يدرسّوه للتلاميذ، مشيرا الى أن درس «الاستقامة» الذي تضمنه المقرر من خلال سورة «فصلت» موجود في الصفحة 25 و29 من المنهاج المدرسي. كما أن الآيات الكريمة من نفس السورة موجودة في الصفحة 04 من الكتاب المدرسي حيث إن السورة الكريمة مذكورة كاملها في هذه الصفحة».